سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
م.الشايب: هيئة السياحة نجحت في الحفاظ على «مهن الأجداد» واستقطاب الشباب مشيداً بإقرار "مجلس الوزراء" الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية
أوضح «م.عبدالله بن عبدالمحسن الشايب» -رئيس جمعية علوم العمران بالأحساء- أنّ إقرار مجلس الوزراء الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية -بإطلاق البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية- أعاد الالآف من الحرفيين اليدويين السعوديين، ودفع بهم لأن يشمّروا عن سواعدهم ويعودا إلى المهن التي هجروها ردحاً طويلاً من الزمن. وقال في حوار ل»الرياض» إن هيئة السياحة نجحت في الحفاظ على «مهن الأجداد» وتوفير فرص عمل للشباب، واستعادة مكانة الحرفي السعودي في الأسواق المحلية والإقليمية، وفيما يلي نص الحوار: سد الفجوة * بدايةً ما هي أهمية الإستراتيجية ودورها في دعم برامج الحرف اليدوية؟ - الصناعات الحرفية مهمة لأنّها جزء من هوية الوطن وعنصر في ثقافته وحضارته وتراثه، إضافة إلى أنّها مورد اقتصادي، لذا تأتي هذه الإستراتيجية بخطة متكاملة لتنمية الموارد البشرية لتسد الفجوة بين أجيال الحرفيين التي حصلت نتيجة للتنمية المتسارعة بالمملكة، كما أنها تأتي لتدعم البرامج والدورات التدريبية إكمالا لما تقدمه الهيئة العامة وللسياحة والآثار وبعض الجهات الأخرى ضمن خطط وآليات عمل واضحة لتحقيق الهدف. آثار اقتصادية * كيف ترى الآثار الاقتصادية لهذا القرار على المجتمعات المحلية؟ - لاشك أنّ التنمية الحديثة جعلت من الصناعات الحرفية أقرب إلى الهامش لولا دور مهرجان الجنادرية الذي أذكى روح استدامة الذاكرة، ومن المعلوم تقليدياً أنّ الحرف في المجتمعات يعدُّ عنصراً هاماً في الحراك الإقتصادي، ويعمل به قطاع كبير سواءً بشكل مباشر في المدن ك"الحدادة" و"النجارة" و"الصياغة" و"الخياطة والتطريز" أو بشكل غير مباشر من خلال الأسر لدعم اقتصادياتها ك"أعمال النخيل" في المجتمعات الريفية التي تشارك فيه كل أفراد الأسرة، ويلحظ أنّ كثيرا من الدول اهتمت بهذا الموضوع؛ مما شكل رقماً في الدخل القومي، مع ملاحظة أنّ الحراك الاقتصادي يشمل استغلال الموارد المحلية من الخامات والإنتاج والتسويق، بمعنى تتشكل منظومة متكاملة من الأعمال، وبالطبع سيكون له انعكاسه الواضح على الأفراد وعلى المجتمعات المنتجة، بل يساعد على دعم السياحة من خلال زيارة المواقع واقتناء التذكارات. فرص عمل * إلى أيّ مدى سيسهم إقرار هذه الإستراتيجية الوطنية في توفير فرص عمل للشباب والفتيات؟ - مع تسهيل آليات وبرامج التدريب، وتمكين الحصول على القروض، والمساهمة في إيجاد بدائل التسويق سيكون ذلك دافعاً قوياً للالتحاق بهذه البرامج والانخراط في سوق العمل، ولعل البوادر القائمة الآن تعطي تصوراً على ذلك، فمثلاً برنامج "تمكين" في الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي درب المئات في أكثر من (12) مدينة بالمملكة في مختلف الحرف، ومباردة مركز التنمية الاجتماعية في الأحساء للأسر المنتجة بالتعاون في التسويق مع البريد السعودي بتسويق منتجاتهم إلكترونياً تعتبر خطوة رائدة وتشكل حافزاً على الطريق الصحيح، ولا شك أنّ المملكة ومن خلال هذه الإستراتيجية ستساهم بالرعاية المباشرة لهذا القطاع والذي سينتج منه توظيف أعداد من المواطنين. دعم المهنيين * وهل لك أن تورد لنا مثالاً على ما تفضلت به؟ - يمكننا أن نأخذ مثالا في خياطة ال"بشت" الحساوي والذي يعد عمدة اللباس الوطني، حيث كان يقدر العاملين بنحو حوالي (4000) بين حياكة وخياطة، بينما نجد الآن أنّ الحياكة لا وجود لها والخياطة انحصرت في بعض البيوت ولا يتجاوز العاملون فيها (200) فرد، وسيطرت العمالة الأجنبية على هذا النشاط، وأثّرت في نوعية المنتج وتدهور الأسعار، لذا فإن الإستراتيجية تأتي لاستعادة مكانة الحرفي السعودي، وينطبق الأمر كذلك على "أعمال النخيل"، ولنا أن نتخيل أنّ أجزاء النخلة المختلفة نتيجة لتوقف الصناعات أصبحت عبئا على المزارع وأحياناً تشكل خطراً بيئياً، ووجود أربعة ملايين نخلة في الأحساء يمكن أن يشكل مورداً جيداً للخامات، كما أنّ الصناعات الحرفية قطاع واسع وممتد لا يتوقف على استعادة أو استجلاب أو إبداع في الحِرف، وبالتالي يعني أنّ عملية الفرص الوظيفية تتنامى، وإذا شكّل التسويق الخارجي جزءاً من ذلك فهذا أيضاً يعطي بعداً إضافياً، وسيكون استغلال للموارد والخامات المهدرة وأيضاً فرص العمل والحركة التجارية وتنويع مصدر الدخل الوطني. مسن لا يزال يمارس الحياكة أبرز العقبات * كونك مهتما بشأن الحرفيين، ما هي أبرز العقبات التي تواجه منتجاتهم؟ - من أهم المشاكل التي تواجه منتجات الحرفيين أن سوق المملكة مفتوح لاستيراد المنتج المنافس، وعدم وجود التعريف الكافي بالمنتج، وكذلك وجود فجوة الأجيال التي أظهرت وكأن العمل يبدأ من الصفر كقطاع اقتصادي وهذا يعني زيادة في الجهد، ولعل من أهم الحلول هو الوصول للمستهدفين في أماكنهم، وذلك من أجل إنجاح الاستراتيجية. معوق التسويق * من أهم المعوقات التي تواجه الحرفيين هو تسويق منتجاتهم، فهل هناك حلول ناجعة لهذه المشكلة؟ - بالنسبة للتسويق فإنّ من المهم جداً أن يحقق مبدأ الأثر الجمعي، إذ لن يتمكن الحرفيون بمفردهم فعل ذلك، ولابد من إنشاء الجمعيات التعاونية، وتسهيل الحصول على منافذ بيع في نقاط التواصل كالمطارات والمواقع الأثرية والتراث العمراني وأماكن تجمع الناس كالشواطئ وغيرها، إضافة إلى تخفيض الإيجارات في الأسواق التابعة للأمانات، وتوطين الصناعة في مقرها الأصلي، وإدراجها ضمن المسار السياحي، ودعم الإقتناء للمناسبات في المؤسسات العامة والخاصة، وأيضاً تنشيط التسويق الإلكتروني الذي يساهم بلا جدال في ترويج السلع والمنتجات. إقبال الشباب * كيف ترى قبول شباب وفتيات المملكة للعمل في الحرف والصناعات اليدوية؟ - على مدى عقد من الزمن في مركز وجدنا إقبالاً جيداً، على ما يقدمه المركز من خدمات تدريبية عن طريق أنشطته المباشرة أو بتبني برامج مدعومة من جهات كالهيئة العامة للسياحة، وبرنامج الأمير محمد بن فهد، ومركز التنمية الاجتماعية بالأحساء؛ مما يدل على انتشار الوعي بأهمية الحرف اليديوة، ولا يمكن إغفال المحفزات في المهرجانات المختلفة، ولازال الطريق يحتاج إلى جهد أكبر لتغطية كل المجالات، وتطبيق الإستراتيجية سيكون كفيلاً بتحقيقها. مجتمعات ريفية * هل سيكون للمجتمعات الريفية أو الصغيرة ميزة نسبية في الصناعات اليدوية؟ - فقط في حالة واحدة، إذا كان متخذ القرار مدركاً بتوطين الصناعات في مقارّها الأصيلة، سيكون هناك ميزة، أمّا محاولة بعض الجهات لنقل الحرفيين إلى المدن فهذا يعطي نتيجة عكسية، والإستراتيجية تؤكد على الخيار الأول. فرصة ذهبية * ذكر الأمير سلطان بن سلمان أن واردات المملكة من الصناعات اليدوية والهدايا التذكارية في الوقت الحالي تقدر بحوالي ملياري ريال سنوياً، كيف تنظر إلى هذا الرقم؟ - يؤشر الرقم المذكور إلى أنّ هذا المجال حيوي جداً وله سوق رائجة، فإذا استطاع الحرفيون أن ينهضوا بدورهم فإنّ جزءاً من هذه السوق الكبيرة ستكون من نصيبهم، وأن تدور الأموال داخل الوطن، وهذه الأرقام تجعل من القائمين على الإستراتيجية في موقع عمل جبار وعلى رأسهم سمو الأمير سلطان التي يولي هذا الموضوع اهتماماً خاصاً، وسيدير العملية -بعون الله- بما يحقق الهدف، ولاشك أنّ تعاون الجميع بما فيهم المستهدفين ذو أهمية لتحقيق النجاح. مهنة حياكة البشوت تحتاج إلى صبر ودقة في المقاس قيمة اجتماعية * ما القيمة الثقافية والاجتماعية التي سيجني المجتمع ثمارها جراء الحفاظ على صناعاتنا اليدوية؟ - يتعدى الحفاظ على الحرف مفهوم القيمة المتحفية إلى كونها جزءاً من الحياة المعاشة، فالحرفي عندما يتم تأهيله ذاتياً يعتز بكونه فرداً صالحاً له مكانته؛ مما يجعله منتجاً وفخوراً بتقديم إبداعه كأيّ صاحب تخصص، وهذا يعزز مكانته الاجتماعية، والأثر الجمعي للمجتمعات أن تجعل من الصناعات الحرفية محل تنافس بين المدن ومحافظات. وعي مبكر * كيف ترى جهود سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المتعلقة بالحفاظ على مهننا الأصيلة؟ - لا بد من الإشارة إلى وعي سموه المبكر منذ إنشاء الهيئة، فقد خص هذا الجانب باهتمام واضح، وما تبنيه للاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية إلاّ شاهداً على ذلك، والهيئة على أرض الواقع لها دور كبير بقيادة سموه، ومن ذلك إنشاء جمعية الحفاظ على التراث. صناعة الخوص حافظت على تراث الأجداد مهنة الحدادة تحتاج إلى الدقة والذوق معاً توارث المهن والحرق بين الأجيال أحد أهم أهداف الاستراتيجية م.عبدالله الشايب