ثلاثة جامعيين يتقدمون على وظيفة عامل نظافة، وجامعية يقترح عليها «حافز» عاملة نظافة. هذه الأخبار لم تعد مستغربة، «الحياة» نشرت أمس على صفحتها الأولى خبر الثلاثة. والملاحظ أنها حالات تتزايد، والبلاد بلا شك بحاجة إلى تنظيف ونظافة حتى في مواقع تبدو نظيفة. حينما ينتظر صاحب الشهادة الوظيفة ست سنوات من دون فائدة سيقبل بوظيفة عامل نظافة، والقصة ليست في نوع الوظيفة بل بما يمكن أن تقدمه للموظف، هل يوفر دخلها فرصة الحياة الكريمة أم اضطرار للديون واحتمالات سلبية متنوعة. ما زال المجتمع يبحث عن الشهادة بعد أن تربى عليها بسبب شروط الوظيفة والوجاهة الاجتماعية، حتى من يبحث عن تعلم مهنة يشترط عليه شهادة «تعلم الخياطة للنساء وغيرها من مهن مماثلة، يشترط شهادة لماذا؟ لست أعلم». ومع تزايد عدد الخريجين والمبتعثين من الجنسين يتوقع زيادة حجم المشكلة، لكنها تتحول إلى وضع أصعب، وتزداد الصعوبة كماً وكيفاً. ومع كل هذا لا يزال الرهان على القطاع الخاص كوعاء استقطاب رئيسي قائم، ولا يزال القطاع الحكومي معتمداً على الشريك في الوفاء بحاجات التوظيف، مع أن هذه التوليفة مجربة وثبت فشلها في دول أخرى. إن خيارات الحلول المعلبة لا تصلح، وإشادات البنك والصندوق الدوليين لن تفيد في المستقبل، فالحلول المطروحة الآن إما مسكنات مثل حافز وإما «عاجبك أو اقضب الباب»، وتحولت البرامج بما فيها الصناديق إلى ورش «تكييف» طالبي العمل لوظائف القطاع الخاص الحريص على الاستقدام وخفض الكلفة. والشاهد أنه مع كل الحديث عن «خصوصيتنا» لم نستطع إيجاد حلول خاصة بنا، تليق بنا أو بما نقوله عن أنفسنا، على رغم أننا مهيأون لذلك متى ما توفرت الإرادة وعدم تحويل المشكلات إلى فرص لفئة قليلة، أو باختصار... الإرادة والنظافة. www.asuwayed.com @asuwayed