ربما يكون مدرب فريق الاتفاق «المقال»، الكرواتي برانكو أول مدرب أجنبي يتعامل بهذه الطريقة المسيئة لشرف المهنة التي يحملها، والمخلة بالعقد المبرم بين الطرفين، على الأرجح خلال هذا الموسم، لكن حالات خداع المدربين الأجانب للأندية السعودية بدأت قبل برانكو، وحدث ذلك مع أندية كثيرة خلال المواسم الماضية، على رغم طريقة التعامل التي يجدها هؤلاء المدربين في الأندية السعودية التي قدموا إليها، وستستمر بعده. مع النادي الأهلي لوحده حدثت حالتان، كانت الأولى مع المدرب البرازيلي فارياس، إذ وقع لنادي الوصل الإماراتي وهو على رأس الجهاز الفني لفريق الأهلي، وغادر في إجازة بعد أن وضع مع إدارة النادي برنامج الموسم المقبل، ولكنه لم يعد! والحال ذاتها تكررت مع المدرب الصربي ميلوفان، الذي تحجج بظروفه الأسرية وفجأة أصبح مدرباً للعنابي القطري، وما فعله البلجيكي غيريتس مع الهلال ليذهب لقيادة منتخب المغرب، وكذلك مدرب الاتحاد السابق، البرتغالي مانويل جوزيه، العائد إلى الأهلي المصري. كل ما سبق ذكرهم غادروا الأندية السعودية بطرق غير شرعية، فيها الكثير من التحايل والخداع والأسلوب الرخيص، ولم يصدق أياً منهم في ما قاله، أو برر به موقفه، وكأنهم اتفقوا على عمل واحد، وبطريقة وأسلوب متشابه! لكن الذي أفهمه، أننا لم نتعلم من هذه الوقائع كافة، وكأن ما يحدث مع الأهلي قد لا يحدث مع الهلال، وأن ما حدث مع الهلال لن يتكرر مع الاتحاد، وهذا ما جعل هذه النوعية من المدربين يستغلون هذه الثغرة ليمارسوا الدور ذاته، ولكن من مكان وموقع آخر. ولا أعلم، ما فائدة أن يجتمع رؤساء الأندية السعودية ويوقعون على ميثاق شرف، ونرى بعد شهر واحد أن هذا المدرب الذي وصلت قضيته مع النادي السعودي إلى أبواب «فيفا»، يوقع مع نادٍ سعودي آخر! فماذا يعني ذلك؟ بكل تجرد ووضوح، يعني أن النادي الذي وقع العقد الجديد مع هذا المدرب، إما أن الاتصالات بين الناديين مفقودة تماماً، وهذا يضع أكثر من علامة استفهام حول علاقات الأندية السعودية بعضها ببعض، أو أنه يعود إلى رؤية قاصرة في فهم ما يحدث، لكن من الواضح أن علاقات الأندية المحلية مع بعضها تقوم فقط على المصالح الوقتية، ولا يعنيها ما قد يحصل لناد شقيق من ابتزاز أو تصرف غير أخلاقي من مدرب أو لاعب أجنبي، في الوقت الذي يفترض أن يكون للأندية كافة موقف ثابت وواضح. وكم أتمنى أن أجد بعد تعدد هذه الحالات، واكتواء الأندية بنار هؤلاء المدربين، أن تتبنى أندية دوري المحترفين إعداد بيان يعكس وقفة هذه الأندية مجتمعة مع ما تعرض له شقيقهم نادي الاتفاق من أسلوب رخيص، وتأكيد الأندية على عدم التعامل مع هذا المدرب مستقبلاً، وأعلم يقيناً أن مثل هذا التوجه لن يتم، لأن مصلحة الاتفاق، وتعرضه لهذا الموقف الذي أضر به، وعرضه لخسارة مباراة هامة على ملعبه، وربما أدت إلى خروجه من البطولة نهائياً، لا يهم الأندية الأخرى، وهذا ما يعني أننا لم نصل حتى الآن إلى الغيرة على رياضة الوطن. [email protected]