تمحورت المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في إسطنبول امس، حول ملف أساسي يتعلق بالزوار اللبنانيين الذين خطفوا في سورية منذ اكثر من عشرة ايام والذين لم يبرز أي جديد بعد على صعيد معرفة مصيرهم، بالإضافة الى الوضع اللبناني في ضوء الاحداث الجارية في سورية. وشارك ميقاتي على هامش زيارته الرسمية تركيا، في مؤتمر عن «حوار الحضارات»، وعقد لقاءات مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو، الى جانب شخصيات عربية مشاركة في المؤتمر. وأوضح المكتب الاعلامي في السراي الكبيرة، ان ميقاتي عقد قبل الظهر اجتماعاً مع بان الموجود في إسطنبول للمشاركة في مؤتمر «حوار الحضارات»، في حضور الوفد الوزاري المرافق، ويضم وزير الخارجية عدنان منصور ووزير الداخلية مروان شربل. وجرى «عرض للوضع في لبنان والمنطقة والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لإنهاء النزاع في سورية، وكذلك نتائج الاتصالات في شأن قضية المختطفين اللبنانيين. كما جرى بحث الوضع في جنوب لبنان والتعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل». وبحث ميقاتي مع داود اوغلو المسعى التركي للإفراج عن اللبنانيين المختطفين والعلاقات الثنائية». والتقى ميقاتي نائب الرئيس البرازيلي اللبناني الأصل ميشال تامر، ورئيس وزراء اليمن محمد سالم باسندوة، ونائب رئيس وزراء البحرين الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبدالله، والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو. وركز ميقاتي، بحسب بيان مكتبه الإعلامي، «على شرح الوضع في لبنان في ضوء التطورات حوله، عارضاً للسياسة التي تتبعها الحكومة في السعي للحفاظ على الاستقرار في لبنان وإبعاده عن تداعيات الوضع في سورية». وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «حوار الحضارات»، وبناء على طلب من أردوغان، ألقى ميقاتي مداخلة عن التجربة اللبنانية اكد فيها ان لبنان «يمثل نموذجاً للقاء الحضارات، واذا كنا نطالب اليوم المجتمع الدولي بأن يكون إلى جانبنا دائماً، ويحافظ على هذا النموذج في العالم، فإننا نرى ان هذا اللقاء يوفر الفرصة للمزيد من التقارب والتعايش». وإذ اشار الى ان في لبنان «أكثر من عشرين طائفة ومذهباً»، أكد اننا «نعترف بعضنا ببعض، ولا نرغب إلا في العيش معاً، وفي وطننا تلتقي أصوات المآذن مع اجراس الكنائس، في تجسيد مهم للعيش الواحد بيننا، وأدعوكم الى مساعدتنا في الحفاظ على هذا النموذج، وعقد مؤتمركم المقبل في لبنان». وفي بيروت، اكد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي، بعد لقائه وزير الاقتصاد نقولا نحاس، ان «الاتصالات جارية من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خصوص المخطوفين، والرئيس ميقاتي يتابع الأمر أيضاً، ونعمل لإطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن»، مجدداً القول إن «خاطفي الإيرانيين هم أنفسهم الذين خطفوا اللبنانيين». واذ حافظ ذوو المخطوفين على هدوئهم وامتناعهم عن التعليق والاكتفاء بترقب ما ستسفر عنه زيارة ميقاتي تركيا، أمل الشيخ عباس زغيب، المكلف من قبل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان متابعة ملف المختطفين، في «أن يأتي رئيس الحكومة وفي جعبته ما يطمئن الأهالي، كي لا تمتد الأزمة الى الشارع وتخلّف عواقب غير محمودة».