سادت البلبلة قضية تحرير المخطوفين اللبنانيين ال11 الذين كانوا احتجزوا الثلثاء الماضي على الأراضي السورية فيما كانوا في طريق العودة من زيارة الأماكن المقدسة في إيران، بعدما كان أهاليهم تفاءلوا بعودتهم ليل أول من أمس، إثر تبلّغ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بعد ظهر الجمعة أنهم أصبحوا على الأراضي التركية، وهو الأمر الذي أبلغه أوغلو أيضاً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور وفق ما أعلنه كل منهما في تصريحات رسمية. وانتشرت أنباء بدأت تتردد قبيل منتصف ليل الجمعة – السبت وأكدها غير مصدر لبناني وتركي نهار أمس عن أن المخطوفين ليسوا في الأراضي التركية، وغلب الإحباط على أهاليهم الذين كانوا أمضوا الليل في مطار رفيق الحريري الدولي ينتظرون طائرة الرئيس سعد الحريري التي أرسلها الى مدينة أضنة لتقلهم، هذا فضلاً عن أن رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة كانوا أرسلوا ممثلين عنهم لاستقبالهم في صالون الشرف الذي غص بالنواب والسياسيين من دون نتيجة. وإذ طرح تأكيد الأنباء عن أنهم ما زالوا خارج الأراضي التركية، تساؤلات عن ظروف وملابسات إبلاغ الوزير داود أوغلو المسؤولين اللبنانيين أنهم باتوا في تركيا وما هو الخطأ الذي حصل في هذا المجال، فإن قلق أهالي المخطوفين ازداد طوال أمس، مع تضارب الأنباء وتعدد الإشاعات من كل حدب وصوب. وظهر كثر منهم على شاشات التلفزة يطالبون بطمأنتهم. وصدر بيان عن عائلات المخطوفين حملوا فيه الدولة التركية «كامل المسؤولية عن إعادتهم الى لبنان سالمين»، فيما تكاثرت التصريحات والتسريبات التي تؤكد أنهم سالمون. وأجّل الرئيس ميقاتي زيارته التي كانت مقررة أمس الى تركيا للقاء نظيره رجب طيب أردوغان بعد تشاوره مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري، وقال في بيان إن السبب تأجيل ما وصفه «افتراض الإفراج» عن المخطوفين. وفيما زاد هذا التأجيل الإحباط عند الأهالي فإن البيان جاء ملتبساً إذ تحدث عن أن «كل المعلومات تؤكد استمرار الاتصالات والمساعي لإطلاق سراحهم، وبعد التأكد من سلامتهم». ورداً على استفسارات «الحياة» عن المقصود بالعبارة الأخيرة، قالت مصادر حكومية إن اتصالات ميقاتي أمس أفضت الى «تأكيد أنهم سالمون وأن ليس لدى السلطات التركية ما يجزم بأن المخطوفين عبروا الى الأراضي التركية». وذكرت أن ميقاتي قرر تأجيل زيارته خلال اتصالين أجراهما مع كل من أردوغان وأوغلو لأنه إذا قام بزيارة تركيا حيث سيمضي يومين ولم يُفرج عن المخطوفين، فإن هذا الأمر سينعكس سلباً على العلاقة مع الدولة التركية وسيتسبب بمشكلة معها، ولن يكون لديه شيء يقوله للأهالي. وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأتراك وافقوا ميقاتي في وجهة نظره وأكدوا ترحيبهم به متى يشاء. وأعلن مصدر ديبلوماسي تركي أن المخطوفين ليسوا على الأراضي التركية وأن التباساً حصل في شأنهم (أ ف ب)، وتحدث بعض التسريبات عن أنه أثناء الإفراج عنهم وإدخالهم الأراضي التركية حصل شيء ما لم يعرف ما هو، ما أعاد الأمر الى نقطة الصفر. لكن لم يؤكد أي مصدر موثوق ذلك. واتفق أهالي المخطوفين على وضع متابعة القضية في عهدة قيادتي «حزب الله» وحركة «أمل» بعدما طرح البعض القيام بخطوات احتجاجية على الأرض. وأكد النائب عن «حزب الله» علي عمار أن القيادات الأمنية تتحمل مسؤولية القضية على أعلى المستويات. وسئل عما تردّد عن انتشار أمني ل «حزب الله» عند مداخل الضاحية الجنوبية فقال: «هناك تنسيق بين «أمل» و «حزب الله» لنشر لجان انضباط على مداخل الضاحية. من جهة ثانية، اجتمع الرئيس سليمان أمس الى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي أعلن موافقته على حضور جلسات الحوار التي سيدعو إليها رئيس الجمهورية.