أقر رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، بوجود «عقبات» تقف أمام وضع علامة «مُتبرع»، في رُخص القيادة، التي توضح أن صاحب الرخصة يوافق على التبرع بالأعضاء في حال الوفاة دماغياً، مبيناً أن العقبات تضعها عدد من الجهات، وأكد أن «التنسيق لا زال قائماً، والاجتماعات متواصلة، للوصول إلى وضع هذه العلامة التثقيفية والمهمة، المعمول بها عالمياً»، لافتاً إلى أن مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أكد أهمية التبرع بالأعضاء، وجوازه شرعاً. وكشف، عن صدور موافقة مجلس الخدمات في وزارة الصحة، على إنشاء مركز إقليمي في منطقة مكةالمكرمة، للتبرع بالأعضاء، وسيتم العمل فيه خلال الشهرين المقبلين. وتوقع أن يكون لهذا المركز «نتائج إيجابية، تزيد من نسب المتبرعين إلى أكثر من 40 في المئة»، مبيناً أن المركز سيغطي منطقة مكةالمكرمة، إضافة إلى المدينةالمنورة، وأشار إلى أن هناك «حالات كثيرة في غرب المملكة من المتبرعين، ولكن يقابلها عدم وجود موافقات للتبرع، وسيساهم وجود هذا المركز في تنشيط الحصول على الموافقات في كل مستشفى». وبين شاهين، أمام 400 شخص، شاركوا أمس، في فعاليات «المؤتمر الخليجي الأول للمتبرعين بالأعضاء»، الذي تنظمه «الجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار)، أن هناك «زيادة في أعداد المتبرعين، فبين العام الحالي والماضي، زادت نسبة المتبرعين بالكلى 100 في المئة. فيما زادت نسبة المتبرعين بالكبد 70 في المئة». فيما كشفت جمعية «إيثار»، خلال المؤتمر، عن إنشاء «لجنة للتبرع بالدم تابعة للجمعية، تقوم بتنظيم عملية التبرع بالدم، والمساهمة في دعم بنوك الدم في مدن المملكة ومحافظاتها، بجميع الفصائل، ونشر ثقافة التبرع، وكذلك الاحتفال باليوم العالمي للتبرع من كل عام، وتكريم المتبرعين سنوياً، في هذا اليوم». وعقد مسؤولون في الجمعية، مؤتمراً صحافياً، على هامش فعاليات المؤتمر الخليجي الأول للمتبرعين بالأعضاء، أوضحوا فيه أن «الجمعية تعمل على نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، والمساهمة في تقليل قوائم الانتظار للمحتاجين للزراعة على مستوى المملكة»، مبينين أن هذا المؤتمر يأتي كأحد أهداف الجمعية، التي «تهتم بتطوير قدرات الكوادر الصحية، ورفع الدراية والخبرة والتدريب للمعنيين بالمتوفين دماغياً على مستوى المملكة». واعتبرت رئيسة المؤتمر الدكتورة حنان الغامدي، المملكة من «أعلى الدول على مستوى العالم في أعداد الحوادث المرورية، وغالبيتهم لديهم أعضاء جيدة للنقل. ولكننا نعاني من مشكلة عدم الدراية في التعامل مع المريض عندما يموت دماغياً»، مشيرة إلى أن هناك «طرقاً علمية، وأجهزة يحتاجها الطبيب، وبعض المواد والتدخلات للمحافظة على أعضاء المُتوفى دماغياً، لضمان نقلها والإفادة منها حتى زراعتها». ولفتت إلى أنه «لا يوجد في المملكة برنامج يهتم بهذا الموضوع. كما لا يوجد ضمن مناهجنا في الطب، ولا في التخصصات ما بعد الطبية، ما يوضح كيفية العناية بالمتوفين دماغياً، ونفتقر إلى الدراية، بينما هي موجودة في دول أخرى»، مبينة أنهم من خلال هذه المؤتمرات «ندعو الكوادر، لإعطائهم فرصة التواصل مع الخبراء الذين يتم استضافتهم، وتقديم الخبرات والتوصيات المهمة لهم في هذا المجال». إلى ذلك، وقع على هامش فعاليات المؤتمر، اتفاق تعاون مشترك بين الجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء، والجمعية الأميركية لوهب الأعضاء. وينصّ الاتفاق على «تبادل الخبرات عبر برتوكول عالمي، ودعم البحوث العلمية والكراسي البحثية بين البلدين، إلى جانب الاستقطاب الإعلامي».