أتخذ النائب العام القطري الدكتور علي بن فطيس المري سلسلة إجراءات وصفت بأنها «حاسمة وقوية» في سبيل كشف خيوط وملابسات قضية حريق مجمع «فيلاجيو» التجاري في العاصمة القطرية والذي أدى إلى وفاة 19 بينهم 13 طفلاً الاثنين الماضي، وقرر حبس عدد من الأشخاص من أصحاب العلاقة بموقع الحدث المأسوي. ونص «الأمر» الذي أصدره ليل الثلثاء بحسب وكالة الأنباء القطرية على «حبس مالك المجمع ومالكة الحضانة» في المجمع، ومدير المجمع ونائبة المدير ومساعد مدير أمن «فيلاجيو»، وذلك «في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في شأن الحريق المجمع»، وكذلك «ضبط وإحضار مدير أمن المجمع ومسؤول التراخيص في الوزارة المختصة وآخرين وردت أسماؤهم أثناء التحقيق». في غضون ذلك تلقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برقيات تعزية ومواساة في ضحايا المجمع من عدد من قادة الدول في صدارتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد وملك المغرب محمد السادس، وملك الأردن عبدالله الثاني، وعدد من كبار المسؤولين في الخليح ودول أخرى، كما تلقى ولي العهد الشيخ تميم بن حمد ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني برقيات مماثلة. وكشفت الصحف القطرية أمس معلومات جديدة حول الحضانة التي قضى الأطفال بداخلها، وفيما نسبت «الشرق» إلى «مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية»، وهي الجهة المعنية بمنح التراخيص للحضانات، قوله إن «الحضانة لم تحصل على ترخيص من الجهة المعنية» وان الوزارة «لم تصدر أي ترخيص أو تصريح لحضانة أو روضة أطفال أو مركز تعليمي في المجمع»، ذكرت «الوطن» أن «الرخصة الممنوحة هي لمركز تسلية وبيع ملابس نسائية»، وقالت: «إن هناك تساؤلات حائرة تحتاج إلى إجابات شافية ووافية من الجهات المسؤولة وأصحاب القرار». يذكر أن «حضانة فيلاجيو» كانت تستقبل الأطفال أثناء زيارات أهاليهم للمجمع في مقابل مبلغ مالي يحتسب بعدد الساعات. وأثارت المأساة تضامناً اجتماعياً واسعاً مع الضحايا وأهلهم، وتوافد رجال ونساء من جنسيات عدة وبينهم قطريون إلى حديقة مفتوحة مطلة على المجمع، في وقفة تعاطف بمشاركة مديرة مكتب أمير قطر الشيخة هند بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الشورى محمد بن مبارك الخليفي ووزراء. إلى ذلك عزت مصادر رسمية سبب حريق شب في «مبنى إداري في كلية قطر لعلوم الطيران» غداة حريق المجمع إلى «مس كهربائي أدى إلى دخان بسيط» في قسم هندسة وصيانة الطائرات ولم يسفر عن إصابات. أما الحريق الآخر في مدرسة إعدادية للبنات أول من أمس أيضاً فقالت أنه ناجم عن «مس كهربائي» ولم يسفر عن إصابات لكنه أدى إلى حالات هلع.