شدّدت الأجهزة الأمنية البحرينية رقابتها على سفر مواطنيها إلى تركيا، إضافة إلى دول أخرى قريبة من مناطق النزاعات، وذلك إثر كثرة البلاغات التي تردهم من ذوي الشبّان الذين يستخدمون هذه الدول معبراً يوصلهم إلى العراق وسورية، للالتحاق في تنظيمات «إرهابية»، وبخاصة ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وتوعدت البحرين بملاحقة المقاتلين في الخارج، كنوع من «الاحتياطات الأمنية»، للحفاظ على أرواح الشبّان المغرّّر بهم باسم «الجهاد». وأقرّت الأجهزة الأمنية البحرينية بانتشار ملصقات تحوي شعار تنظيم «داعش» أخيراً، على عدد من مركبات المواطنين والمقيمين وسط المدينة وفي الطرق السريعة بشكل لافت، وعزت سبب انتشار هذه الملصقات إلى توافد العمال المخالفين إلى البحرين بعد إبعادهم من المملكة، لمخالفتهم نظام العمل والعمال، وغالبيتهم من الجنسية اليمنية. وبرأت الأجهزة الأمنية، وزارة الصناعة والتجارة من التساهل في فرض الرقابة على محال زينة السيارات المتخصصة في صناعة هذه الشعارات والملصقات، محمّلة الزبائن المسؤولية الكاملة، لافتة إلى أنهم يقومون بطلب التصاميم بحسب المواصفات التي يرغبون بها، في مقابل عائد مادي عال، موضحة أن ذلك يحصل بقناعة تامّة منهم. وذكرت أن ذلك «نوعاً من الاقتناع، ولكن نسبته لا تزيد عن اثنين إلى ثلاثة في المئة، وهي قيد الملاحظة»، مشيرة إلى نيتها إزالة ومنع استخدام تلك الشعارات والملصقات في وقت قريب. وأوضح مصدر يعمل في أمن جسر الملك فهد في الجانب البحريني ل «الحياة»، أن استخدام هذه الشعارات والملصقات وبخاصة ما يخص «داعش»، يعتبر «نوعاً من الحرية»، مقارناً إياه ب «أي ملصق آخر، والزبائن يقومون بطلب تصميم هذه الملصقات والشعارات، ومنها عبارة «لا إله إلا الله» المكتوبة بشكل إيماني، وهناك توجّه لإزالة ومنع استخدام هذه الشعارات». وأشار المصدر إلى أن الفئة الإرهابية وضعت تركيزها خلال الفترة الماضية على البحرين، للوصول إلى السعودية. ونفى توصلهم إلى حالات لشبّان بحرينيين سافروا بغرض الجهاد حتى الآن، إلا أنه شدد على وجود «توجيهات باتخاذ الاحتياطات الأمنية كافة، بشأن التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، ومن يتعاطف معهم». واستبعد صحة ما تم تداوله من مقطع لشاب قام بتقطيع جواز سفره، موضحاً أن الفيديو قديم، وصاحبه شاب لا يتجاوز 22 عاماً وينتمي إلى تنظيم «القاعدة». وذكر أنه وردهم معلومات وبلاغ من عائلة كانت شكت في نوايا سفر أحد أبنائها من طريق جسر البحرين، للمشاركة في أحد التنظيمات الإرهابية، إذ قاموا بدورهم بالتأكد من بياناته وتتبعه وملاحقته، وتبين أنه بمجرد دخوله إلى البحرين قام بحجز تذكرة إلى تركيا، للدخول لاحقاً إلى سورية، بهدف المشاركة باسم الجهاد»، مؤكداً أن هناك «رابطاً قوياً بين المسافرين إلى تركيا، والتوجه لاحقاً إلى مناطق فيها وجود لتنظيمات إرهابية سواءً في العراق أم سورية، نظراً إلى قرب المسافة». بدوره، استبعد مصدر يعمل في مصلحة الجمارك لجسر الملك فهد ضبط ملصقات أو شعارات تابعة لأحد التنظيمات الإرهابية، وبخاصة ما يسمى «داعش»، وذلك على مركبات المسافرين من كلا الدولتين، لافتاً إلى أنه يتم العمل بالإجراءات النظامية تجاه أية ملصقات منافية أو مخالفة وفقاً للأنظمة المعتمدة لديهم، وذلك بتحويلها إلى وزارة التجارة أو إدارة المرور، للتأكد من صلاحية عبورها أو استخدامها على المركبات. وأوضح المصدر ل «الحياة»، أن الملصقات الغريبة يقومون «بعد تفتيش أصحابها، وتفحّصها بتحويلها إلى وزارة التجارة أو إدارة المرور للتأكد من صلاحية السجل التجاري لصاحب المركبة، ومعرفة صلاحية استخدام هذه الملصقات». وأكد أن هناك نظاماً «يمنع رفع الأعلام والشعارات خلال الأعياد الرسمية وأيام الاحتفالات الوطنية»، لافتاً إلى أنه من حق إدارة المرور فرض عقوبة ومخالفة على ذلك. خطة أمنية لحماية جسر الملك فهد من «المخاطر» أكد رئيس الأمن العام البحريني اللواء طارق الحسن، أهمية منفذ جسر الملك فهد، كونه «يجسد عمق ومتانة ما يربط مملكة البحرين وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً، وهو شريان اقتصادي حيوي لمملكة البحرين، أسهم في توثيق الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وزيادة الحركة السياحية والتجارية وانتعاشها»، مشيراً إلى الاهتمام الكبير من الحكومة البحرينية بهذا المنفذ «والتوجيهات المستمرة من وزير الداخلية بالاهتمام به، وتلبية جميع الحاجات التي تسهم في تطويره وتحسين ما يقدمه من خدمات». وقال الحسن إثر زيارة إلى الجسر أخيراً: «إن وزارة الداخلية تولي اهتماماً كبيراً في تطوير الأجهزة الأمنية العاملة على جسر الملك فهد، ومدها بكل ما تحتاجه من قوى بشرية وفنية»، مضيفاً: «إن عملية تأهيل وتطوير الكادر البشري في هذا المنفذ الحيوي مستمرة، بالتزامن مع العمل على تزويده بأحدث المعدات والتقنيات، بما يسهم في رفع مستويات الأداء وتسهيل حركة عبور المسافرين ونقل البضائع وتذليل العقبات أمام مستخدمي الجسر»، مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية العاملة على الجسر في سبيل حماية المملكة من عمليات تهريب الأشخاص والممنوعات والمحظورات.