قتل 47 مسلحاً وجرح العشرات يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» في اليمن وأنصاره، في غارات جوية على مواقع يتمركز فيها المسلحون المتشددون في محافظتي البيضاء وأبين (جنوب اليمن). وفي حين تحدثت مصادر محلية عن مشاركة طائرات من دون طيار يعتقد بانها أميركية في هذه الغارات، أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في المحافظتين بأن سلاح الجو اليمني هو من نفذها. وقالت إن سلاح الجو اليمني نفذ ضربات متتالية ليل الجمعة - السبت على موقع يتجمع فيه المسلحون المتشددون في وادي المخنق (شمال غربي عاصمة البيضاء). ما أسفر عن مقتل نحو 27 مسلحاً، وإصابة العشرات معظمهم جروحهم خطيرة. وأوضحت أن الغارات استهدفت معسكراً سرياً ل «القاعدة»، قرب مدينة البيضاء، في منطقة محاطة بمرتفعات جبلية وعرة التضاريس اتخذ منها المسلحون معسكراً للإيواء والتدريب منذ منتصف العام الماضي. وشكلت هذه المنطقة منطلقاً لتنفيذ عمليات إرهابية على مواقع عسكرية تابعة للحرس الجمهوري في البيضاء، ومراكز حكومية وأمنية. كما أن مسلحي «أنصار الشريعة» التابع ل «القاعدة» تجمعوا في هذه المنطقة ومنها هاجموا مدينة رداع قبل أسابيع. وقالت المصادر إن سلاح الجو اليمني شن سبع غارات على الأقل صباح أمس على معسكر ل «القاعدة» و «أنصار الشريعة» في مثلث منطقة المخزن جنوب مدينة جعار في محافظة أبين، ما أدى إلى مقتل 20 مسلحاً على الأقل وسقوط عشرات الجرحى. وأضافت أن الغارات استهدفت تدمير الآليات العسكرية الثقيلة والمتوسطة التي استولى عليها المسلحون من مواقع الجيش التي هاجموها الأحد الماضي في ضواحي زنجبار. واستهدفت الغارات مباني في المنطقة، وشوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها، وسمعت أصوات انفجارات، ما يرجح أن المباني كانت تستخدم كمستودعات أسلحة وذخائر. ولفتت المصادر إلى أن مسلحي «القاعدة» و «أنصار الشريعة» فرضوا طوقاً أمنياً على المواقع المستهدفة بالغارات، وأقاموا نقاط تفتيش على مسافات بعيدة. إلى ذلك علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في وزارة الدفاع اليمنية أن اللجنة العسكرية التي شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي الأسبوع الماضي، برئاسة نائب رئيس الأركان اللواء الركن علي محمد صلاح، للتحقيق في ملابسات وأسباب الهجوم الذي تعرضت له مواقع الجيش في دوفس والكود من قبل مسلحي «القاعدة» الأحد الماضي، توصلت في تقريرها الأولي إلى أن أهم أسباب تلك الهجمات يعود إلى تنامي نشاط «القاعدة» في أبين والمحافظات الجنوبية المجاورة، وزيادة أعداد المقاتلين المتشددين في شكل لافت ومثير للقلق. وفي حين أشار التقرير إلى وجود خلايا ل «القاعدة» في كل المحافظات اليمنية، تحدث بوضوح عن مكامن الأخطاء والتقصير الذي تتحمله وحدات الجيش، وفي مقدمها ضعف النشاط الاستخباراتي العسكري، وعدم الاستعداد الكافي لمواجهة كل الاحتمالات. ودعا إلى توحيد الجهود الاستخباراتية والأمنية والعسكرية والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة القاعدة ودحرها. وشددت اللجنة العسكرية على أهمية قيام القوات المسلحة والأمن بعمليات عسكرية وأمنية شاملة ضد «القاعدة». وقالت إن القوات المسلحة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة خطر «القاعدة» لكن هذه الجهود لا تكفي وحدها، إذ ينبغي أن تشارك كل أجهزة الأمن والمجتمع في الحرب على الإرهاب. وأكد التقرير ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في مواجهة خطر القاعدة في اليمن ودعم الجهود العسكرية والأمنية اليمنية بشتى الوسائل المطلوبة. ولفت التقرير إلى أن انقسام القوات المسلحة وتصارع القادة العسكريين يعد أحد أسباب تمدد نشاط القاعدة، وبالتالي يتوجب على لجنة الشؤون العسكرية سرعة البدء بالترتيبات والإجراءات العملية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن في أسرع وقت.