ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن التحرك السريع من أجل وقف جميع أعمال العنف الدائرة حالياً في سورية، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، بما في ذلك زيادة عدد المراقبين الدوليين ومنحهم الصلاحيات الضرورية، فيما أعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع التمسك بخطة الوسيط كوفي انان لأنه «لا يوجد طرف في العالم قدم لنا بديلاً لخطة أنان» لافتاً الى ان «الحل سيكون سورياً»، وطالب بتوسيع مهمة الأممالمتحدة لتشمل حفظ السلام. وأعلن العربي في بيان أمس بعد لقائه وفداً من المعارضة السورية في الداخل برئاسة هيثم مناع انه «أجرى اتصالات هاتفية عدة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان لتدارس الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل وقف هذا التصعيد الخطير في أعمال العنف. فيما بعث العربي برسائل في هذا الشأن إلى بان كي مون ورئيس مجلس الأمن ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المجلس ووزير خارجية تركيا والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اعتبر فيها التمادي في ارتكاب تلك الانتهاكات والجرائم في حق الشعب السوري يمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ولما التزمت به الحكومة السورية من تعهدات بموجب خطة النقاط الست التي أقرها مجلس الأمن بقراريه 2042 و2043 (2012). وحذَّر العربي من خطورة الموقف المتدهور في سورية وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، وطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذا التصعيد الخطير باتخاذ التدابير الفورية اللازمة بموجب ميثاق الأممالمتحدة لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقال مناع في تصريحات صحافية إن اللقاء مع العربي «كان بناء ومفيداً وتم خلاله طرح عدة مسائل أولها يتعلق بضرورة دعم خطة أنان عبر التطوير في التركيب والوظيفة والأداء بما يشمل تطوير زيادة دور المراقبين ومناقشة كل الاحتمالات الممكنة عبر مجلس الأمن مثل قضية أن تضاف قضية حفظ السلام كمهمة». وأوضح أنه جرى تناول المشاكل المتعلقة بالمعارضة السورية والوسائل الوسيطة التي تسمح باجتماع مفيد وناجح للمعارضة في أقرب فرصة ممكنة، مشيراً إلى أنه تم في هذا الشأن اقتراح أشكال وسيطة تسمح بالتقارب والاجتماع بين مختلف أطراف المعارضة سواء في المجالات البحثية أو المجالات الإغاثية أو الإعلامية أو القضايا المتعلقة بسيناريوات المرحلة الانتقالية. وعن المبادرة الأميركية بإمكانية حل الأزمة السورية كالأزمة اليمنية، أعرب مناع عن اعتقاده بأن الحل سيكون سورياً، «ونحن بحاجة إلى ابتكار حل سوري». وطالب مناع بتشكيل «لجنة سورية عربية ودولية من أجل قضايا المساءلة والمحاسبة والعدالة في كل الجرائم الجسيمة التي ارتكبت في سورية وليس من المنطقي أن نتحدث اليوم في مسألة إبعاد شبح المحاسبة عن المجرمين بخاصة ونحن نشهد تصعيداً وعدم تنازل عن استخدام القوة من قبل السلطات السورية». وأضاف انه ناقش مع العربي «تطوير مهمة انان سواء في ما يخص المراقبين ووظائفهم وزيادة عددهم وتجهيزاتهم وإمكانية تدخلهم وتوفر خبراء في النزاعات المباشرة الأهلية». وشدد على «التمسك بخطة انان لأنه حتى اللحظة لا يوجد طرف في العالم قدم لنا بديلاً لخطة أنان بديلاً متماسكاً ومنطقياً وقابلاً للتحقيق»، مشيراً الى ان «عدد الذين قتلوا الجمعة الماضية أقل من عشرة أشخاص، وهذا أقل عدد حدث منذ أول آب (أغسطس) الماضي»، مشيراً إلى «تظاهرات سلمية في أكثر من نقطة كانت صامتة، وذلك بفضل وجود المراقبين» لافتاً الى «عودة التظاهر السلمي بقوة في حلب»، وأكد أهمية استمرار المراقبين الدوليين في سورية مذكراً بأنه بعد 24 ساعة من خروج المراقبين العرب تمت عملية ضرب بابا عمرو، ولمدة 27 يوماً لم يتدخل العالم، موضحاًَ أنه لو خرج المراقب الدولي سيترك سورية في حال فراغ وتتصرف حينها السلطة بشكل أكثر وحشية.