دانت غالبية الدول والمنظمات الدولية مجزرة الحولة في سورية التي أودت بحياة أكثر من مئة شخص بينهم أكثر من ثلاثين طفلاً. واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ليل السبت المجزرة بأنها «فظاعة»، ودعت مجدداً إلى وقف إراقة الدماء في البلاد. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس أن الرئيس باراك أوباما سيناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل خطة لإطاحة الرئيس بشار الأسد وفق النموذج اليمني الذي طبق لإبعاد علي عبدالله صالح عن رئاسة اليمن وإنهاء فترة حكمه. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد و «أعوانه»، مؤكدة أن «حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي». وأضافت كلينتون في بيان، أصدرته المتحدثة باسمها، أن «الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة مجزرة قرية الحولة السورية». وأضافت أن المراقبين الدوليين «أكدوا أن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا وجرح غيرهم المئات في هجوم وحشي استخدمت فيه مدفعية النظام والدبابات على منطقة سكنية». وذكرت أنه «يجب معرفة ومحاسبة الذين ارتكبوا هذه الفظاعة»، مؤكدة أن «الولاياتالمتحدة ستعمل مع الأسرة الدولية لتعزيز الضغط على الأسد وأعوانه الذين يجب إنهاء حكمهم بالقتل والخوف». وقالت الوزيرة: «إننا نتضامن مع الشعب السوري والمتظاهرين السلميين في المدن على امتداد سورية الذين نزلوا إلى الشوارع للتنديد بمجزرة الحولة». وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن شعورها «بالهول» إزاء المجزرة، منددة بما وصفته «عملاً شائناً ارتكبه النظام» في دمشق ومطالبة بالوقف الفوري للعنف. وقالت أشتون في بيان نشر ليل السبت - الأحد «أشعر بالهول إزاء المعلومات التي تتحدث عن مجزرة الحولة». وأضافت: «أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه، على رغم وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأممالمتحدة». وتابعت: «أدعو الحكومة (السورية) إلى التنفيذ الكامل لخطة النقاط الست للمبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان التي تمت الموافقة عليها عبر القرار 2043 في مجلس الأمن» الدولي. كما أكدت أن «الاتحاد الأوروبي يدعم بالكامل جهود كوفي أنان وفريقه للدفع باتجاه عملية سياسية». وخلصت أشتون إلى التأكيد أن «على المجتمع الدولي مواصلة التكلم بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والمطالبة بقيام (الرئيس السوري) بشار الأسد بالتنحي والسماح بانتقال ديموقراطي» للسلطة. وقادت الأممالمتحدة مساء السبت الدعوات إلى تحرك عاجل في سورية بعد المجزرة ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكوفي أنان المجزرة، معتبرين أنها «جريمة وحشية ومروعة». وأضافا أن هذه المجزرة تشكل «انتهاكاً فاضحاً» للقانون الدولي وتعهدات الحكومة السورية بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والعنف. وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن أنان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون مندداً ب «الجريمة النكراء» في الحولة ومؤكداً أنه «سيطرح الموضوع بشكل قوي» أمام الرئيس الأسد. وكان المجلس الوطني السوري دعا في بيان مجلس الأمن إلى «عقد اجتماع فوري» بعد المجزرة واتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الأممالمتحدة) التي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن إدارة الرئيس أوباما تنوي العمل مع روسيا في شأن خطة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة وفق نموذج الخطة اليمنية. وأشارت إلى أن الخطة تدعو إلى تسوية سياسية ترضي المعارضة السورية وهدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية في اليمن. وذكرت أن نجاح الخطة لتوسيع الأزمة في سورية رهن بروسيا الحليف الرئيسي لدمشق التي تعارض تنحي الأسد. وكتبت الصحيفة أن موسكو تواجه ضغوطاً دولية متنامية لاستخدام نفوذها لحمل الأسد على مغادرة السلطة، موضحة أنه تم طرح النموذج اليمني مطولاً في موسكو وحتى في الولاياتالمتحدة. وسيعرض أوباما هذا الاقتراح على الرئيس الروسي الشهر المقبل خلال أول اجتماع لهما منذ عودة بوتين إلى الكرملين في السابع من أيار (مايو) بحسب الصحيفة. وبحث توماس دونيلون مستشار الأمن القومي الأميركي الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع بحسب الصحيفة. وعندما اقترحها أوباما مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في كامب دافيد الأسبوع الماضي، كان موقف الأخير إيجابياً، مؤكداً أن موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره. وأعلنت الكويت أمس أنها تُجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الرسمية الأحد. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله: «إن الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية «بصدد الاتصال بالأشقاء (العرب) لعقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري». وأعرب المسؤول عن «إدانة واستنكار» الكويت «للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بلدة حولة». كما أفاد أن الكويت باشرت اتصالاتها لحض المجتمع الدولي على «الاضطلاع بمسؤولياته». وكانت الإمارات العربية المتحدة طالبت السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة. وفي جدة دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الدول الأعضاء أمس إلى إعادة النظر في موقفها من الأحداث في سورية مندداً ب «المجزرة الوحشية»في الحولة. وأعرب أوغلو في بيان عن «إدانته المجزرة الوحشية التي أودت بحياة عشرات الأطفال والنساء والرجال (...) وندد بالجرائم «الفظيعة من ذبح للأطفال بعد تقييد أيديهم وقتل المواطنين الأبرياء خلال الأشهر الحرم». وأضاف أن «منفذي هذه الجرائم تجردوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية»، وطالب ب «ضرورة معاقبة مرتكبيها»، كما دعا «علماء الدين في سورية والشام الى إدانة هذه الجرائم الفظيعة»، وطالب ب «اتخاذ الإجراءات الحازمة والسريعة لوقف عمليات القتل وسفك دماء الأبرياء وإدانة المجازر ضد المدنيين في سورية». إلى ذلك، دعا الأمين العام للمنظمة «فصائل المعارضة السورية كافة إلى توحيد صفوفها، ونبذ الخلافات التي تعيق جدية وفعالية تحركها على الساحتين الداخلية والدولية». وفي عمان دانت الحكومة الأردنية المجزرة داعية إلى إيجاد «حل سياسي» في هذا البلد «يوقف نزيف الدم». وقال سميح المعايطة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن «الحكومة تُعرب عن إدانتها الشديدة للمجزرة التي أودت بحياة الضحايا المدنيين الأبرياء، وتحديداً الأطفال والنساء وعشرات المدنيين الأبرياء». وأكد رفض حكومة بلاده «المطلق لاستخدام القوة والعنف ضد المدنيين العزل».