مجلة جديدة انضمت إلى قافلة المجلات الجادة في بغداد. تحمل المجلة اسم «نيريج»، وهي أول مجلة عراقية متخصصة في الصحافة الاستقصائية، وتنشر تحقيقات استقصائية فائزة بجوائز عالمية. تصدر المجلة عن شبكة «نيريج» العراقية للصحافة الاستقصائية التي فازت بالجائزتين الأولى والثانية في مؤتمر «أريج» السنوي الرابع للصحافة الاستقصائية، وتقع في 76 صفحة بثلاث لغات: العربية والإنكليزية والكردية. ضمّ العدد الأول من «نيريج» مجموعة من التحقيقات العراقية التي حازت جوائز أفضل تحقيقات في العالم العربي للأعوام 2010 و2011 في مسابقات «سيمور هيرش» و «الربيع العربي» و «لورنزا ناتالي» العالمية، فضلاً عن تحقيقات عالمية وتقارير تعنى بالصحافة الاستقصائية. كما تضمن العدد الأول مجموعة من التحقيقات التي أنجزتها الشبكة بالتعاون مع صحافيين عراقيين، ومنها التحقيق الذي حاز جائزة أفضل تحقيق استقصائي في العالم العربي لعام 2011 في مسابقة «الربيع العربي» التي أقيمت في الأردن، وحمل عنوان «المشردون في العراق: قانون «هزيل» وعجز حكومي يدفع بالمشردين إلى الانخراط في العنف والانحراف والجريمة». واحتوى العدد أيضاً التحقيق الفائز بالجائزة الثانية عن أفضل تحقيق في العالم العربي لعام 2011، ويحمل عنوان «بعد عجز السلطات عن إيقافها: محرقة نساء كردستان تلتهم فتاة جديدة كل 20 ساعة». وضم العدد التحقيق الذي حاز الجائزة الأولى في مسابقة «سيمور هيرش» كأفضل تحقيق في العالم العربي عام 2010، فضلاً عن الجائزة الأولى في مسابقة «لورنزا ناتالي» العالمية، وكان بعنوان «ختان الإناث في كردستان... حكايات تبحث عن نهايات». ويتحدث التحقيق الأخير عن سياسة التساهل في تطبيق القوانين المتعلقة بالانتهاكات ضد المرأة، مع ظاهرة ختان الإناث المنتشرة في مدن كردستان وقراها بنسبة عالية. وقدمت المجلة للمرة الأولى عرضاً موسعاً باللغة العربية للتحقيق الاستقصائي الذي أطاح 111 برلمانياً في مجلس العموم البريطاني وستة وزراء، ورئيس مجلس العموم البريطاني، في أول استقالة من نوعها منذ 300 سنة، وذلك بعد كشف الصحافية هيذر بروك فضيحة نفقات البرلمانيين البريطانيين الذين استقطعوا من الخزينة العامة مصاريف تصليح مواسير مياه ومصابيح كهربائية وقص عشب الحدائق وتكلفات نقل عادية، فضلاً عن شراء منازل بديلة وبيعها بعد ارتفاع أسعارها. واستطاعت الصحافية البريطانية من خلال هذا التحقيق، إجبار البرلمانيين البريطانيين للمرة الأولى منذ عام 1695 على كشف كل نفقاتهم الشخصية الممولة من المال العام، ما تسبب في تراجع شعبية حزب العمال في الانتخابات الأخيرة إلى أسوأ نتائجها منذ عام 1943. واحتوت بقية صفحات مجلة «نيريج»، على تقرير يوضح كيفية حصول الصحافيين العراقيين على منحة صحافية من «شبكة نيريج الاستقصائية» ليتمكنوا من إنجاز تحقيقات استقصائية ممنهجة تحت إشراف «نيريج» وتساهم في كشف ملفات فساد مالي أو إداري أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والبيئة، فضلاً عن عجز القوانين النافذة عن حماية الشرائح الضعيفة في المجتمع كالمرأة والطفل، وممارسات اجتماعية تغيّب حقوق الأفراد وتضعهم تحت وطأة العنف المجتمعي. ولم تتردد المجلة في تقديم نصائح للصحافيين الاستقصائيين، ومحاضرات متخصصة في فن الاستقصاء، وأخبار ونشاطات المختصين بالصحافة الاستقصائية وكيفية الحصول على منح للصحافيين والمصوّرين تقدمها وسائل إعلام عالمية. تهدف «نيريج» إلى تعميم صحافة التقصي وتوثيق الحقائق بالأرقام والوثائق لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، فضلاً عن كونها نافذة يستطيع من خلالها الصحافي العراقي العمل على إنجاز تحقيقات ممولة من «نيريج» بالتعاون مع مختلف المؤسسات الإعلامية في العراق. وتعد «شبكة الصحافة الاستقصائية» العراقية (نيريج)، التي تصدر عنها المجلة، أول شبكة للصحافة الاستقصائية في العراق، أسستها مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين في 9 أيار (مايو) 2011 بدعم من منظمة IMS الدولية.