شدد مدير الإعلام التربوي للبنين في وزارة التربية والتعليم علي الغامدي، على أن الطالبين اللذين ظهرا في مقطع فيديو انتشر على موقع «يوتيوب»، يجيبان على اتهامات بضرب زملاء لهما والتحرش بهم، كانا يؤديان دوراً تمثيلياً بغرض عرضه خلال حفلة ختامية لأنشطة مدرسة حي الشفا الثانوية للبنين في مدينة الرياض. وقال الغامدي في تعقيب على ما نشرته «الحياة» أمس (السبت) بعنوان: «معلمان يستفزان براءة طالبين... والتربية تحقق»: «ما تم تداوله في مقطع «يوتيوب» لا يعدو كونه فقرة قامت مدرسة حي الشفا الثانوية بعرضها خلال حفلة ختامية لنشاطات المدرسة بعنوان: «الكاميرا الخفية» من أجل هدف تربوي يتعلم من خلاله الطلاب طريقة الحوار السليم بين المربي والطالب وكيفية معالجة الخطأ مباشرة، حتى وإن أخطأ المعلم أو الوكيل على الطالب في حواره مع طلابه»، لافتاً إلى أن الطالبين اللذين ظهرا في مقطع الفيديو هما ممثلان أديا دورهما بعد التنسيق معهما. وكانت «الحياة» نشرت في عددها أمس، ردود فعل متخصصين حول مقطع الفيديو، الذي يظهر فيه معلمان يسألان طالبين بعض الأسئلة «المستفزة»، وفي نهاية المقطع يخبران الطالبين بأن هذا مقلب للكاميرا الخفية. ويبدأ مقطع الفيديو الأول باستدعاء طالب لغرفة المعلم الذي يأمره الوقوف ليوجه الاتهام إليه «وش ذا العلوم الشينه اللي كتبت عنك كلام ما يليق، وأنت تعرف أن أي شيء يخل بالنظام يتم فصل الطالب، وتعرف درجات المخالفات السلوكية وأن أي تحرش فيه فصل»، ثم أعطى الطالب ورقة ليقرأها وما إن انتهى الطالب من القراءة حتى عاود المدرس يسأله «لمسته وإلا ما لمسته»، ليأخذ الطالب بحلف إيمان مغلظة ويدعو على نفسه بقطع اليد والموت، ويعاود المعلم استفزازه مكرراً التهم، والطالب ينكر حتى يختم المدرس الحوار بعبارة: «أنا حليم لدرجة قصوى ولكن إذا غضبت غضبت ولكن هذه الكاميرا الخفية»، وهنا يطلب الطالب من المعلم عدم نشر المقطع، فيما كان المقطع الثاني أقل حدة، إذ اتهم المدرس الآخر الطالب الثاني بأنه يعتدي على الطلاب بالضرب مستغلاً قوة جسمه وبنيته. من جهته، قال المحامي عبدالرحمن المهلكي إن هناك انتهاكات عدة في مقطع الفيديو المصور، ومنها قيام المدرسين بتصوير الطلاب -القاصرين- من دون إذن من أولياء أمورهم ومن دون إذن منهم، وكذلك قيام القائمين على التصوير ببث الفيديو على رغم اعتراض أحد الطلاب على ذلك، لأن في ذلك انتهاكاً للحرية الشخصية للطالب وحقه في عدم التشهير به، وأضاف المهلكي ل«الحياة» أمس: «زعم إدارة الإعلام التربوي بأن الأدوار التي لعبها الطلاب كان متفقاً عليها، تنفيه رغبة أحد الطلاب بعدم نشر المقطع، و لو وافق الطلاب على عرض المقطع في الحفلة الختامية فهذا لا يعفي المدرسة من المسؤولية، لأن الطلاب قصر كما هو واضح، فلا بد من موافقة أولياء أمورهم على ذلك كله، فإن لأولياء أمور الطلبة الحق في مقاضاة الجهة المسؤولة عن هذا الانتهاك أمام المحكمة الإدارية». إلى ذلك، انتقد عميد كلية المعلمين في الرياض الدكتور علي العفنان نوعية المحتوى الذي ورد في مشهد «الكاميرا الخفية»، معتبراً أنه أثار موضوع التحرش وهو ليس بظاهرة في المملكة. وقال العفنان ل«الحياة» أمس: «يجب أن يكون هناك منهج يحدد الأهداف التربوية المراد توصيلها إلى الطلاب في أي حوار أو مشهد تمثيلي، كأن يناقش ظاهرة يعاني منها الطلاب، بهدف تقديم حلول لها، كما يجب أن يكون المشهد بعيداً من التأويلات»، لافتاً إلى أن النشاط يجب أن يكون في قوالب مرنة، متسائلاً «ما المراد من هذا القالب الوارد في مشهد الكاميرا الخفية، إذ يجب أن تكون الرسالة ذات مغزى.