وسط دعوات الى تجنب نقل الخلاف بين الزعماء السياسيين إلى الشارع، عقد «التحالف الوطني» الذي يضم القوى الشيعية الرئيسية اجتماعاً امس للبحث في الرد على طلب المعارضة تنحية رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال مصدر في داخل التحالف ل «الحياة» امس ان الاجتماع الذي عقد مساء امس «لم يتطرق الى موضوع سحب الثقة من المالكي، بل طرحت خلال الاجتماع اوراق عمل تتبنى اصلاحاً شاملاً للعملية السياسية يرضي الاطراف المعارضة». وأضاف المصدر ان الاجتماع عقد في غياب رئيس التحالف ابراهيم الجعفري، وهو في صدد بلورة اتفاق بين كل اطرافه ومنها التيار الصدري، لإنجاح المؤتمر الوطني». وكان الرئيس جلال طالباني وجه رسالة الى الشعب العراقي قبيل اجتماع التحالف، محذراً من «اشكالات واستعصاءات معقدة وشائكة» تواجه العملية السياسية وتهدد «بشل الاقتصاد وتعطل مرافق ومؤسسات الدولة وتعرقل تقديم الخدمات التي يطالب شعبنا، عن حق، بتحسينها وتطويرها وهذا يتطلب وقفة تأمل وتفكير والبحث عن مخرج». وأضاف: «كنت اشترطت، حين موافقتي على قبول منصب رئيس الجمهورية، ان احظى بقبول ودعم جميع الكتل البرلمانية التي تمثل الشعب، وتعهدت أن انأى بنفسي عن الانحياز إلى طرف دون آخر، منطلقاً من المبدأ الدستوري الذي يجعل المواطنين كافة متساوين في الحقوق والواجبات». وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني اثار جدلاً قبل ايام عندما كشف وضع طالباني استقالته بتصرف رئيس الاقليم مسعود بارزاني. وقال طالباني في رسالته «من منطلق الحرص على الصالح العام دعوت الى اجتماع وطني تطرح فيه الاطراف المختلفة مشاكلها ومطالبها ورؤاها، ثم عرضت ورقة البنود الثمانية التي ارى انها تشكل ارضية صالحة لاطلاق حوار بناء في جو بعيد من المناكفات الاعلامية والتهديدات المتبادلة، ويضع حلولاً عقلانية في اطار الدستور والاتفاقات والتفاهمات السابقة، حلول تبعد البلاد عن اخطار المجهول الناجم عن التصعيد والمواجهة». وزاد: «إنني واثق من أن زملائي قادة الكتل واعضاء مجلس النواب يتمتعون بالحصافة والحكمة ويشعرون، مثلما اشعر، بالحرص على مصالح الوطن وخير المواطنين، ولذا اتوقع ان يقبلوا دعوتي الى مواصلة الحوار البناء». وتأتي هذه التطورات في ظل مخاوف من انتقال الازمة الى الشارع في اعقاب تنظيم مناصرين للمالكي تظاهرات مؤيدة له في عدد من المدن. وفي تطور لافت وجه الصدر اتباعه الى تأجيل تظاهرات كانوا يعدون لها لتأييد مواقفه من الحكومة، في اشارة الى تجنب الصدام على الارض بين مناصري الفريقين. وقال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في بيان إن «جبهة الحوار تعرب عن استنكارها واستغرابها من محاولات البعض نقل الأزمة السياسية الراهنة بين الكتل والتحالفات السياسية من أروقة المجلس النيابي والمؤسسات الحكومية، بأسلوب غير دستوري إلى الشارع». واعتبر أن «هذا الأسلوب لا يخدم العملية السياسية واستقرار البلد ولا يخدم إلا مصلحة فئة قليلة مستأثرة». وفي هذا الاطار ايضاً حذر القيادي في «التحالف الكردستاني» محمود عثمان في تصريحات امس من استخدام المالكي ورقة الشارع للضغط على الاطراف الأخرى.