أ ف ب، رويترز - بعد ايام على «اتفاقه» مع قادة الحلف الأطلسي (ناتو)، خلال قمة شيكاغو، على تنفيذ انسحاب مبكر لقوات بلاده من افغانستان بحلول نهاية السنة، على رغم انتقادات من بعض الحلفاء، تفقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جنود بلاده في زيارة مفاجئة لأفغانستان، وابلغهم ان حوالى ألفين من 3500 عسكري ينتشرون في ولاية كابيسا (شمال شرق) سيغادرون بحلول نهاية 2012، اي قبل سنتين من الموعد الذي حدده الحلف لسحب كل قواته القتالية، وتكليف باقي العناصر اعادة العتاد. وبعد لقائه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في كابول، صرح هولاند بأن «مهمة مكافحة الارهاب وتعقّب حركة طالبان شارفت على الانتهاء، ويمكننا ان نفخر بذلك، رغم ان الخطر الارهابي الذي استهدف اراضينا واراضي حلفائنا انطلاقاً من افغانستان لم يتبدد بالكامل، بل جرى احتواؤه جزئياً». وزاد: «سنبقى في افغانستان، لكننا سنضطلع بدور آخر. وسنركز على اضفاء بعد مدني لمساهماتنا عبر دعم التعليم والثقافة وعلم الآثار، بعدما حققنا خطوات متقدمة فيها منذ سنوات في افغانستان. كما سنوفر امكانات اقتصادية تشمل مجالات السكن والطاقات المتجددة وبحوث النفط والزراعة، كي تستطيع افغانستان تولي امورها بنفسها». وشدد على ان «تحديد مستقبل افغانستان لا يعود الى الحلفاء بل شعبها وحده الذي يجب ان يختار الطريق الذي سيسلكه بحرية». وكان هولاند تحفظ خلال قمة «الناتو» على طلب الحلفاء مساهمة بلاده بنحو 200 مليون دولار سنوياً من خطة التمويل الطويل الأمد المقررة للقوات الأفغانية بعد عام 2014 وقيمتها نحو 4 بلايين دولار، وربط منحها بتحديد اساليب انفاقها. وفيما يعتبر خبراء ان تنظيم انسحاب من ولاية كابيسا امر معقّد للفرنسيين ويطرح مشاكل للأفغان، إذ ان مهربين وعناصر من «طالبان» يتنازعون السيطرة على الولاية التي تمثل نقطة مرور استراتيجية الى كابول، أكد هولاند ان الانسحاب «سيكون منظماً، وسينفذ بتنسيق وثيق مع حلفائنا». ونوّه كارزاي بدعم فرنسا لبلاده، واستمرار الصداقة بينهما منذ 50 سنة، مكرراً استعداد حكومته لتولي مسؤولية الأمن بدلاً من القوات الفرنسية في كابيسا، علماً ان قائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جون آلن اعلن اخيراً ان الانسحاب الفرنسي من الولاية «لن يؤدي الى تدهور الأمن».