انتقلت حمى تشجيع فريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين الى العراق الذي لا يغادر شبابه المنازل او المقاهي عند عرض اية مباراة بكرة القدم بين الفريقين الشهيرين. الشباب العراقيون يقومون بابتكارات كثيرة تعبيراً عن تشجيعهم لأحد الناديين يتسبب بعضها في دفع مشجعي الفريق الآخر الى التشاجر فتبادل الشتائم والضرب. النعوش الرمزية هي أحد هذه الابتكارات التي ظهرت بين الشباب اذ يرفع مشجعو الفريق الفائز في المباراة نعشاً رمزياً مغطى بقطعة قماش سوداء يكتبون عليها اسم الفريق الخاسر ويجوبون به شوارع بغداد لأكثر من ثلاث ساعات وسط دهشة المارة. وعلى رغم إيقاف بعض نقاط التفتيش تلك المسيرات الشبابية وتفتيش القائمين بها تفتيشاً دقيقاً خوفاً من وقوع اية خروقات أمنية باستخدام تلك التجمعات، يتصرف بعض مشجعي تلك الفرق من أعضاء فرق التفتيش في شكل يتناسب مع ميولهم الشخصية فيمررون المسيرات المؤيدة لأحد الفريقين في حال كانوا يشجعون هذا الفريق بل إنهم يشاركون المشجعين في إطلاق الصيحات والزغاريد، في حين لا يسمحون لسيارات المشجعين بالمرور في حين كانوا من مشجعي الفريق المنافس. مسيرات الشباب في الشوارع غالباً ما تنتهي بمشاجرات مع مشجعي الفريق الآخر أو بتبادل اللكمات في المقاهي بعد انتهاء المسيرة، ما دفع الكثيرين من اصحاب المقاهي إلى وضع لافتات تنبيه للشباب تطالبهم بعدم اثارة الشغب في المكان والمغادرة بعد انتهاء المباراة مباشرة. أعلام الفريقين المتنافسين أخذت تنتشر هي الأخرى في الاسواق المحلية المتخصصة بالتجهيزات الرياضية والمقاهي الخاصة بالشباب مثلما انتشرت في المنازل. ويبدو الصراع أقل حدة داخل البيوت بين الأشقاء الذين ينقسمون بين تشجيع برشلونة وريال مدريد، فتلك الصراعات غالباً ما تنتهي بوساطة الأب أو الأم اللذين يهددان بمنع مشاهدة المباراة في المنزل، اما اذا كان أحد الابوين يشجع الفريق ذاته الذي يشجعه أحد الأبناء فالمعادلة ستكون افضل بكثير على رغم التحيز للفريق المفضل، فالأب هنا سيقنع الطرفين بأنها مجرد لعبة وبأن الربح والخسارة من سمات الرياضة ولا ينبغي ان تتسبب في تفريق الإخوان. الطريف أن بعض العائلات التي تشجع الرياضة تعقد مراهنات على فوز الفريقين وتلزم مشجعي الفريق الخاسر بإعداد وجبة العشاء وتقديمها إلى مشجعي الفريق الفائز، وتبدو هذه المراهنات أفضل حالاً في حال كانت الأم ضمن الفريق الخاسر فتقوم بإعداد وجبة العشاء بمساعدة بسيطة من ابنها أو ابنتها التي تشجع الفريق الخاسر ذاته، أما إذا كان الأب ضمن المشجعين الخاسرين فالمطبخ سينقلب رأساً على عقب بشهادة الشباب الذين يستمتعون بإشعال فتيل ازمة مفتعلة بين الأبوين تنتهي بفصل من الضحك. الجامعات باتت هي الأخرى مقراً لتشجيع تلك الفرق ولتبادل عبارات السخرية بين الشباب بعد كل مباراة بين الفريقين، بل إن بعض الفتيات المشجعات ينضممن إلى الفعاليات التي يقيمها زملاؤهن فرحاً بفوز فريقهم. الشباب العراقيون الذين كانوا ينشغلون لسنوات طويلة بتشجيع منتخبهم الوطني دون غيره من الفرق الأخرى كسروا تلك القاعدة وخرجوا عن الطابع المحلي لينضموا إلى الشارع العربي المهووس بتشجيع الفرق الأوروبية.