رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عصر أمس حفلة افتتاح مبنى مكتب المفتي العام للمملكة في محافظة الطائف. وكان في استقبال الملك عبدالله لدى وصوله إلى موقع المبنى، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، والمفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومحافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر. وأزاح خادم الحرمين الشريفين الستار عن اللوحة التذكارية للمبنى قائلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله». وأكد المفتي العام في كلمة له، أن الارتباط بين العلماء والقيادة يجعل الأمر يتسبب في استقرار الأمور وانتظامها وصلاح الأحوال، ويقطع خط الرجعة على كل المفسدين والمتربصين بهذه الأمة الذين يريدون إلحاق الضرر بها. وقال: «خادم الحرمين الشريفين... إن منصب الإفتاء منصب عظيم... الناس في أمس الحاجة إليه لتبصيرهم في أمورهم، والإجابة عما أشكل عليهم ووجود حلول لهم، وإن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء منذ نشأتها تؤدي رسالتها من أجل هذا الدين وتبين أحكام الشريعة والإجابة على أسئلة السائلين، ونشر الكتب التي تبين العقيدة السليمة، لافتاً إلى أن هيئة كبار العلماء تقف مع القيادة وتشد من أزرها بما تصدره من بيانات واضحة ضد كل أمر يخالف الشرع وضد كل إرهاب يتربص بالأمة. كما أكد أن المملكة تعيش تحت قيادة مباركة جعلت من سيادته ثابتة، وما استطاع أي عدو أن ينال منها، مشيراً إلى أن الجميع في هذا البلد إخوان وأعوان يتعاونون على البر والتقوى في سبيل إعزاز هذا الدين ونصرته وحماية الشريعة. وقال المفتي العام: «إن العالم الإسلامي الذي يفد إلى هذا البلد كل عام يجد الأمن والاستقرار والرخاء، فالبلد محسود على دينه وأمنه ورخائه واستقراره وعلى انتظام قيادته ورعيته بعضها بعض». وسأل الله تعالى أن يبارك في مساعي خادم الحرمين الشريفين و عمره وعمله وأن يمده بنصره وتأييده وأن يجعله وولي عهده والنائب الثاني قادة مصلحين وأئمة هادين مهديين، أعوان على البر والتقوى. وأضاف: «لا غرو، فإن هذا البلد المبارك منذ تأسيس الدول المباركة على يد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - الذي كان في طريقه على منهج الكتاب والسنة، وذاك بعد الاتفاق مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحم الله الجميع - فتعاون الإمامان جميعاً على نصرة الحق وإقامة شرع الله وعلى رفع لواء التوحيد والنهي عن الشرك والخرافات وتحكيم شرع الله حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد في أمن واستقرار وغيرها يتنازعون الحروب والفتن والقتل». وتابع قائلاً: «خادم الحرمين الشريفين... إن الله جل وعلا منَّ على هذه الأمة بالمؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي بذل جهداً في تحقيق وحدة هذه الأمة وأرسى دعائم أمنها حتى أصبحت مضرب المثل في الأمن والإيمان، وهذا من فضل الله علينا سار أولاده بعده على هذا النهج القويم يحكمون كتاب الله وينشرون دين الله، ولقد رحب العالم بما رأوه من نهضة عظيمة في الحرمين الشريفين التي لم يسبق لها في التاريخ مثيل، وهذا من فضل الله وكرمه». وزاد: «خادم الحرمين الشريفين... إن الله من علينا في هذا البلد المبارك بالارتباط القوي بين القيادة والعلماء والشعب هذا الارتباط المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى صار ذلك مثلا يحتذى به في سيادته واستقراره». وقال: «خادم الحرمين الشريفين... مرحباً بكم بين إخوانكم ومحبيكم من العلماء والمشايخ حينما نحتفل بافتتاح مقر الرئاسة العامة للبحوث العلمية في الطائف، هذا المقر المبارك الذي تفضلتم - رعاكم الله - بإنشائه، وتفضلتم بالأمر به وتم - ولله الحمد - على أحسن حال». من جهته، أوضح المستشار المشرف على مكتب المفتي العام المشرف على الشؤون الإدارية والمالية فهد بن عبدالعزيز العواد أن المبنى المقام على مساحة 10 آلاف متر مربع يتكون من ستة أدوار يتبعها مرافق من دورين، مشيراً إلى أن مسطحات المباني بلغت 14 ألف متر مربع تقريباً تحتوي على 166غرفة بمرافقها ومنافعها وصالة لاجتماعات هيئة كبار العلماء وأخرى للاستقبال وصالة للضيافة وصالة لاجتماعات اللجنة الدائمة. ونوه العواد بتوجيهات خادم الحرمين بسرعة تنفيذ المشروع ما أسهم في سرعة إنجازه من قبل مجموعة بن لادن في مدة وجيزة عما كان مقرراً له، لافتاً أن كلفة البناء بلغت أكثر من 90 مليون ريال. إلى ذلك، وصل خادم الحرمين إلى مكةالمكرمة أمس قادماً من محافظة الطائف. وكان خادم الحرمين غادر الطائف في وقت سابق من أمس.