بدأت مساء أمس عمليات فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة المصرية بعد يومي اقتراع شهدا إقبالاً قدرت اللجنة المشرفة على الانتخابات نسبته بنحو 50 في المئة. وبات في حكم المؤكد أن أياً من المرشحين ال13 لن يتمكن من حسم الجولة الأولى لمصلحته، وإن أكد كل من الخمسة الكبار أنه «واثق» من بلوغه الجولة الثانية المقررة منتصف الشهر المقبل. ويتوقع أن تظهر مؤشرات النتائج صباح اليوم، على أن يستمر الفرز حتى مساء غد في بعض اللجان. وإذ بدا توقع نتائج الانتخابات صعباً في ظل تضارب «المؤشرات» التي روجتها حملات المرشحين، ظهر أيضاً أن مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي حجز مقعده في جولة الإعادة، مستفيداً من غياب مشاهد الطوابير الطويلة أمام لجان الاقتراع وحرب تكسير العظام التي استمرت حتى اللحظات الأخيرة بين منافسيه، في مقابل القوة التنظيمية لجماعته والتزام كتلتها التصويتية. ووفق الجدول الزمني للانتخابات، فإن من المقرر أن تنتهي عملية الفرز غداً قبل أن تسمح اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بتلقي الطعون من قبل المرشحين المعترضين علي إجراءات الفرز، على أن تعلن النتائج النهائية الثلثاء المقبل، لتنطلق بعدها بيوم الحملة الدعائية لمرشحي جولة الإعادة التي تستمر نحو أسبوعين تبدأ بعدها انتخابات المصريين المغتربين في 3 حزيران (يونيو) المقبل وتستمر أسبوعاً، ليجري الاقتراع في الداخل في 16 و17 منه. وبدت نسب اقتراع المصريين طوال اليومين الماضيين متوسطة نسبياً مقارنة بانتخابات البرلمان، ما دفع مرشحون وحملاتهم وقادة رأي إلى دعوة الناخبين للاقتراع. ومددت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فترة الاقتراع ساعة واحدة لتغلق اللجان أبوابها في التاسعة مساء بعد أن لوحظ في اليوم الأول أن معظم الناخبين يتوجهون إلى اللجان بعد انتصاف النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً. وقال رئيس اللجنة القاضي فاروق سلطان قبل ساعتين من غلق مراكز الاقتراع إن «مؤشرات نسبة الإدلاء بالأصوات تصل إلى قرابة 50 في المئة ممن لهم حق التصويت»، وهم نحو 50 مليون ناخب. وفي حين كان الاقتراع لا يزال مستمراً، اشتعلت حرب تكسير العظام بين المرشحين المحسوبين على النظام السابق عمرو موسى وأحمد شفيق اللذين تبادلا انتقادات عنيفة ورددت حملة كل منهما إشاعات عن تنازل أحدهما للآخر. واتهم موسى شفيق بمحاولة إعادة إنتاج النظام السابق، مذكراً إياه بأنه كان رئيس الوزراء ابان «موقعة الجمل» التي سقط خلالها عدد كبير من المتظاهرين خلال الثورة، ودعاه إلى التنازل لمصلحته. ورد شفيق بأن منافسه «يروج للأكاذيب»، مؤكداً أنه «يقدر الحالة النفسية للسيد عمرو موسى نظراً إلى خروجه المبكر من السباق بالمخالفة للتوقعات كافة التي سبق وأعلنها». وأصدر موسى بياناً بعدها قال فيه إن «الإشاعات التي تصدرها حملة شفيق تستهدف إنتاج أساليب النظام البائد نفسها، خصوصاً لجنة السياسات (في الحزب الوطني المنحل) التي تدير الحملة الانتخابية للفريق الذي يستهدف إعادة القهر والذل مرة أخرى». وشنت حملات مرسي وموسى وشفيق والمرشح الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي «حرباً نفسية» قبل ساعات من غلق مراكز الاقتراع بإعلان كل منها أن مرشحها ضمن خوض جولة الإعادة، في محاولة على ما يبدو لاستمالة الأصوات المترددة داخل الكتل التصويتية. وتمثل أبرز الخروقات في اليوم الثاني للاقتراع وفق «التحالف المصري لمراقبة الانتخابات» الذي يضم 128 منظمة وجمعية حقوقية في استمرار خرق فترة الصمت الانتخابي وتأخر فتح باب بعض اللجان الانتخابية أمام الناخبين. ولم تتلق اللجنة العليا للانتخابات أية شكاوى تتعلق بسلامة صناديق الاقتراع التي كان تم إغلاقها بنهاية اليوم الأول.