أظهر أقباط مصر حماسة كبيرة للمشاركة في أول انتخابات رئاسية تنافسية في تاريخ بلادهم. لكن أصواتهم جاءت موزعة بين مختلف المرشحين، وإن حصل المرشح الناصري حمدين صباحي والمرشحان المحسوبان على النظام السابق أحمد شفيق وعمرو موسى على النصيب الأكبر من كتلتهم التصويتية. وفي حي الزيتون (شرق القاهرة) الذي تقطنه غالبية مسيحية، وقف عدد من أساقفة كنيسة العذراء مريم، ضمن المصطفين في طوابير الانتظار أمام لجان الاقتراع، فيما وقفت راهبات الكنيسة نفسها ضمن طوابير لجنة أخرى مخصصة للنساء. وقالت إحداهن ل «الحياة» عقب خروجها من لجنة الاقتراع: «جئنا لنشارك في بناء مصر. نحن جزء من هذا البلد، وعلى الرئيس المقبل أن ينظر بعين الاعتبار إلى مطالب الأقليات». وأضافت أنها اختارت «من يتبنى الدولة المدنية قولاً وفعلاً»، معربة عن تخوفها من «وصول رئيس إسلامي، فأحاديثهم ومواقفهم تشير إلى مزيد من التهميش والإقصاء للأقباط إذا أمسكوا بمفاصل الدولة». أما أسقف كنيسة العذراء الأنبا بطرس فشدد على أن «الكنيسة القبطية ليس لها مرشح بعينه في الانتخابات الرئاسية... وتركت لأتباعها حرية الاختيار»، لكنه أضاف: «نسعى إلى ترسيخ مدنية الدولة، ونريد أن يكون لنا وزن في ترجيح كفة مرشح عن غيره. ربما لا يحدث هذا في الانتخابات الحالية نظراً إلى تفتت الكتلة التصويتية، لكن يجب أن نرسل رسالة إلى الرئيس المقبل مفادها أن الأقباط كتلة لا يستهان بها في المعترك الانتخابي». وأقر ب «احتشاد الأقباط في مواجهة استمرار صعود الإسلاميين». لكن الناشط القبطي المحامي ممدوح رمزي يرى أن «غالبية الكتلة التصويتية للأقباط ذهبت إلى أحمد شفيق»، مؤكداً أن «شفيق هو مرشح الكنيسة المفضل وإن كانت لم تحض أتباعها على التصويت لمصلحته». ولفت إلى «حصول انقسامات بين الكاتدرائية الرئيسية في العباسية وكنائس الصعيد وكنائس الدلتا بين شفيق وموسى، فاختارت الكنيسة في النهاية الحرية لأتباعها لاختيار من يؤمنون بمدنية الدولة». وإذ اتفق عضو «ائتلاف شباب ماسبيرو» الناشط القبطي مجدي صابر مع رمزي على أن «غالبية الأقباط في مصر صوتت لشفيق وموسى في مسعى منها إلى عرقلة تقدم مرشحي التيار الإسلامي»، لفت في الوقت ذاته إلى أن «أكثرية شباب الأقباط صوتت لمصلحة صباحي، فهو جاء من قلب الثورة كما أنه مؤمن بمدنية الدولة».