سيول - أ ف ب - بعد سنوات من اللامبالاة، بدأت كوريا الجنوبية، حكومة وشركات، تكافح آفة التدخين في بلد يسجل نسبة من المدخنين الذكور هي من أعلى النسب السائدة في البلدان الغنية. وتحث عدة مجموعات كبيرة موظفيها على التوقف عن التدخين، موضحة أنهم سيستبعدون من نظام العلاوات في حال عدم امتثالهم لهذه الإرشادات، وتقدم للمدخنين سلسلة من الإرشادات للاقلاع عن هذه العادة. وتعهدت السلطات البلدية في سيول حظر التدخين في خُمُس مساحة العاصمة. والخطوة الوحيدة التي لم تجرؤ بعد أي حكومة على اتخاذها هي زيادة الضرائب على علب السجائر، علماً أن هذه الضرائب هي الاكثر انخفاضاً في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. فعلبة سجائر أميركية تكلف 1.82 يورو. وفي العام 2009، كانت نسبة الرجال المدخنين في كوريا الجنوبية تصل إلى 44.4 في المئة، بحسب بيانات منظمة التعاون والتنمية في مقابل معدل عام نسبته 26.5 في المئة في البلدان المتقدمة التابعة لهذه المنظمة. ولا ينظر بعين الرضا إلى النساء المدخنات في كوريا، لذا تعتبر نسبة التدخين منخفضة في أوساط الكوريات الجنوبيات. ومن كبار المجموعات الناشطة في هذه الحملة، مجموعة «سامسونغ إلكترونيكس» التي تعتبر من دعائم الاقتصاد في البلاد، وأكبر شركة موظفة مع 102 ألف موظف. وطلب فرعها «ديفايس سولوشنز» الذي يوظف 35 ألف شخص، من موظفيه المدخنين الالتحاق ببرنامج يساعدهم على الإقلاع عن التدخين. وأكد ناطق باسم الفرع أن جميع الموظفين الذين التحقوا بهذا البرنامج الطوعي «الذي كان له أصداء إيجابية» وعدوا بالإقلاع عن التدخين. وورد في بيان صادر عن فرع «ديفايس سولوشنز»، أن الشركة «تعتبر أن موظفيها هم أثمن أصول تمتلكها، وهي تضع صحتهم ورفاههم في قلب أولوياتها»، وقد يؤخذ التدخين في الحسبان عند منح العلاوات. واعتمدت مجموعة «ووججين» هذه المنهجية، وقد أخذت في الاعتبار عامل التدخين عند منح العلاوات في شباط (فبراير) الماضي وألزمت جميع الموظفين الجدد أن يتعهدوا عدم التدخين. وقال ناطق باسم المجموعة إن «الإعلان عن هذا القرار صدر قبل منح العلاوات. والذين لم يحصلوا على علاوات لم يشتكوا»، لأنهم أُنذروا مسبقاً. وبغية التأكد من وفاء الموظفين بهذا الالتزام، تباغتهم الشركة بفحوص مفاجئة تأخذ فيها عينات من الشعر أو البول. وبحسب الصحف الكورية الجنوبية، ليست مجموعة «ووججين» المجموعة الوحيدة في البلاد التي تتخذ تدابير صارمة لمكافحة التدخين، لكن أصحاب العمل جميعهم يؤكدون أنهم لا يمارسون ضغوطاً على موطفيهم للإقلاع عن التدخين. وفي سيول، حظرت السلطات التدخين في الساحات العامة والمتنزهات وفي جوار الباصات والمدارس. وقد تصل الغرامة المفروضة على المخالفين إلى 67 يورو.