تترقب مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء، موافقة وزارة الصحة، على إنشاء مركز متخصص في المساعدة على الإنجاب، في المحافظة. وقال مدير «صحة الأحساء الدكتور عبد المحسن الملحم: «رفعنا إلى الوزارة بإنشاء المركز، وقدمنا تقريراً كاملاً، يشمل المتطلبات والمبررات والمرئيات المهمة كافة، لإنشاء هذا المركز. وننتظر الموافقة خلال الفترة المقبلة». وعقد الملحم، أمس، مؤتمراً صحافياً، بمناسبة انعقاد مؤتمر طبي عن «أخلاقيات طب الإنجاب» تناقش «المصاعب والحلول»، الذي سيفتتحه محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، يومي الأربعاء والخميس المقبلين. ويستعرض المؤتمر النواحي الطبية والشرعية. ويستهدف الأطباء والفنيين، والإداريين، والأكاديميين، والباحثين، والمتخصصين، والمهتمين من الجمهور من الجنسين، ومن مختلف الأعمار. وبمشاركة مجموعة من هيئة كبار العلماء، وأعضاء من مجلس الشورى، وأطباء واستشاريين، وأساتذة جامعيين. ويطرح المؤتمر، مواضيع عدة، منها «مساعدة المُتوفى دماغياً، أو المصاب بالسرطان في مرحلة متقدمة، على الإنجاب، وكذلك تجميد النطف والبويضات، وأنسجة الخصية والمبيض، وتقليل عدد الأجنة داخل رحم الحامل، في حال ازديادها، واستخدام رحم إحدى الزوجات كحاضنة لبويضات زوجة أخرى، والمحافظة على سرية العيوب». ولفت الملحم، الذي يتولى رئاسة اللجنة العليا للمؤتمر، أن «ممارسة المهنة الطبية في المملكة تتوافق مع الجوانب الشرعية. وان ما يُطبق في الغرب لا يعني إمكانية تطبيقه في شكل مُطلق في المملكة. والحكم الشرعي هو المحدد الأول لدينا»، مبيناً أن اختيار موضوع أخلاقيات طب الإنجاب، لأنه «يُعتبر حالياً من أهم المواضيع التي يجب درسها، ومعرفة إمكانية تطبيقه بحسب الشرع». وأضاف أن موضوع طب الإنجاب الحديث «بدأ يتسارع ويتنامى في شكل كبير، ويتواكب مع التطور التقني الحديث في الطب». واعتبر هذا الندوة «انطلاقة قوية للقطاع الصحي في الخدمات الطبية، وستكون التوصيات مكتملة وشاملة للقطاعين الخاص والعام، على المستوى الإسلامي، خصوصاً الشرعية منها، لمكانة المملكة على صعيد العالم الإسلامي، كونها نقطة الانطلاق من الناحية الشرعية». وأكد الملحم، أن «صحة الأحساء»، تسعى إلى «تقديم الخدمة النوعية، وليس التقليدية. ودائماً ما كانت سباقة في إقامة المؤتمرات والندوات الطبية والبرامج التي اعتمدت من قبل وزارة الصحة. وتم العمل بها في جميع مناطق المملكة، ومنها إطلاق برنامج الفحص ما قبل الزواج، الذي تم اعتماده والعمل به في جميع المناطق، وكذلك دمج الملف الطبي للمريض برقم السجل المدني، وربط ملف المولود بالأم إلكترونياً، ومنجزات أخرى سُجلت باسم الأحساء، والكادر الوطني المميز، الذي أثبت قدرته الإنتاجية والتطويرية للارتقاء في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين». وأشار رئيس اللجنة العلمية في الندوة استشاري طب العقم والإنجاب الدكتور عبدالله الموسى، إلى أن هذه الندوة تقام بالتعاون بين مجموعة من الأطباء والفقهاء، «للوصول إلى حلول طبية يتفق عليها الأطباء، ويجيزها الفقهاء، بعد إيضاح مفهوم الطب، وكذلك معرفة القرار الشرعي في العمل فيها». ولفت الموسى، إلى أنه سيتم «مناقشة 28 محوراً طبياً بالتفصيل، تخص أخلاقيات الإنجاب. فيما ستعقد لقاءات في مناطق أخرى، لمناقشة جوانب أخرى، بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وحدة العقم». وقال: «إن التوصيات التي ستخرج عن هذه الندوة لن تكون فتاوى، إلا بعد اعتمادها من جانب مجلس كبار هيئة العلماء. وهدفنا هو إيضاح الأمور التقنية الطبية من الناحية العلمية، والأبحاث الفقهية المتعلقة بها، وبعدها يتم عرض المواضيع كافة على الوزارة، للبت والبحث فيها. كما لن يتم البحث في أي موضوع تم الإفتاء فيه من اللجنة الشرعية».