أ ف ب - يريد نجم التايكواندو الذي أصبح أول أفغاني يحقق ميدالية لبلاده خلال ألعاب بكين الأولمبية العام 2008، ان يعاود الكرّة في أولمبياد لندن آملاً في إحلال السلام في بلاده المضطربة. قصة روح الله نيكبا شبيهة بقصص الخيال في بلد تنهشه الحرب منذ عقود، ونادراً ما يشهد نهايات سعيدة. كان في العاشرة مهووساً ببروس لي والفنون القتالية، ويلحق بشقيقه الأكبر الى نادي التايكواندو في حين كانت الحرب الاهلية مستعرة في افغانستان. يقول: «لقد عشقت التايكواندو منذ صغري. ما زلت أذكر اليوم الذي وصلت فيه الى النادي لأتدرب وكنت جاهزاً للقيام بالحركات على أفضل وجه. كنت أتحلى منذ ذلك الحين بالعزم على الوصول الى القمة». روح الله الآن في سن الخامسة والعشرين، وكان في الرابعة عشرة عند انهيار نظام حركة طالبان في العام 2001، وبدأ يتدرب في كابول بشكل جدي في حين كانت حركة التمرد الدامية ضد الحكومة وحلفائها في حلف شمال الاطلسي مستعرة عبر البلاد. تمكن نيكبا من التغلب على مشاكل كثيرة ليس أقلها الصعوبات المادية، للتأهل الى أولمبياد بكين حيث نال الميدالية البرونزية في فئة دون 58 كيلوغراماً، الأمر الذي غير مسار حياته. ويروي: «كنت سعيداً جدا لأن ما من شخص في تاريخ افغانستان كان قد فاز بميدالية اولمبية، الى حد أجهشت فيه بالبكاء على السجادة». ويضيف: «هذا دليل على ان شعبنا يجب أن يبتعد عن الحروب والنزاعات وأن يتطلع الى الجيل المقبل ويستعين بالرياضة من أجل النهوض بالبلاد». صديقه ورفيقه في التدريب نزار احمد بهاوي، الذي يشكل امل افغانستان الآخر في اولمبياد لندن، يشاطره الرأي بأن الرياضة تشكل وسيلة للتغيير في المجتمع. وبفضل نيكبا وبهاوي اصبحت التايكواندو احدى اكثر الرياضات شعبية في افغانستان. فثمة 25 الف رياضي، 38 الفاً بحسب بهاوي، يمارسون التايكواندو في مئات الاندية عبر البلاد مع ان هذه المنشآت بدائية احياناً. إلاّ ان نخبة هؤلاء الرياضيين الافغان، الذي يتقاضون 15 دولاراً شهرياً، يتدربون في منشآت جيدة في ملعب غازي الاولمبي في كابول حيث كانت حركة طالبان تنظم عمليات رجم علنية. الا ان نيكبا وبهاوي لا يهتمان لمنشآت الترديب فهما يحلمان بالذهب الاولمبي. ولكن ماذا بعد أن تطوق الميدالية عنقيهما؟ يجيب نيكبا: «سأستمر في ممارسة التايكواندو أطول فترة ممكنة وعندما أصبح عاجزاً عن القيام بذلك شخصياً سأضع خبرتي في خدمة الشباب حتى يكونوا أفضل مني في هذه الرياضة ويفوزوا بمزيد من الميداليات لأفغانستان».