تمسّك رؤساء قمة مجموعة الثماني، الذي اجتمعوا في كامب دافيد أمس، بمواصلة سياسة الحزم في العقوبات المفروضة على إيران، واعتماد الديبلوماسية لحملها على إيقاف برنامجها النووي، مع مطالبتها بكشف المزيد في شأن طموحاتها. لكنهم اختلفوا، كما كان متوقعاً في شأن سورية. وفيما صرّح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن «دول مجموعة الثماني، وبينها روسيا، تتفق على أن الحل السلمي في سورية والانتقال السياسي هو الأفضل»، تجنّب رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف إثارة الموضوع، قبل أن يُعلن المستشار في الكرملين ميخائيل مارغيلوف، أن موقف موسكو من الأزمة في سورية «لم يتغير، لأنه لا يمكن تغيير النظام بالقوة». وأكد الرئيس أوباما «اتحاد» المجموعة في شأن نهجها تجاه إيران، وآلية التعامل مع المفاوضات التي ستجريها الدول الست معه في بغداد الأربعاء المقبل، «لأننا قلقون جداً من احتمال استخدام إيران برنامجها لامتلاك أسلحة نووية»، علماً أن طهران تصرّ على ضرورة حسم اجتماع بغداد قرار رفع العقوبات المفروضة عليها. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ل»الحياة» عن مناقشته خلال لقائه أوباما احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران بالقول: «بحثنا خصوصاً في الإعداد لاجتماع بغداد، واستعرضنا جهودنا لإبقاء الضغط على إيران من أجل منعها من تطوير تقنية السلاح النووي. ولم نسأل بالتالي أنفسنا ماذا سيحصل إذا فشلت المفاوضات التي نريد إعطاءها فرصة كاملة، وهو ما يجب أن يفهمه الإيرانيون». وفي الشأن السوري، أثار القادة، باستثناء ميدفيديف الذي انتدبه الرئيس فلاديمير بوتين لحضور القمة، موضوع ضرورة إيجاد حل لوقف العنف وانتقال السلطة على طريقة اليمن . وأوضح مارغيلوف أنه «يجب على السوريين معالجة مشاكلهم بأنفسهم»، وسأل «من سيتسلم السلطة في حال تنحي النظام الحالي؟»، لكنه انتقد إعلان نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن «الإنتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 الجاري أنهت الأزمة السياسية في البلاد»، واعتبر أن دمشق «لم تطرح بعد أفكاراً جديدة». وخلص المسؤول الروسي إلى انه «لا يمكن استخدام الفأس لحل الأزمة في سورية، بل ملاقط صغيرة»، علماً أن موسكو عرقلت سابقاً مع بكين تبنّي مجلس الأمن قرارين ضد النظام السوري. وكان لافتاً إتفاق الرئيسين اوباما وهولاند، خلال لقائهما الثنائي، على عقد إجتماع «لأصدقاء سورية» في باريس. لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أبلغ «الحياة» عدم تحديد موعد لهذا الاجتماع. في رده على سؤال عن سورية، صرح هولاند بأنه سيُبلغ المسؤولين الروس أن ضغط مجلس الأمن على الرئيس السوري ونظامه يشكل «الوسيلة الأفضل»، مؤكداً أنه يريد إقناع الروس بتغيير موقفهم ب«اعتبار أنه لا يمكن أن تستمر روسيا في حماية نظام ديكتاتوري من هذا النوع»؟ وكان الرئيس أوباما استقبل أول من أمس قادة الدول الثماني الأكثر تصنيعاً في العالم، وهم إلى بلاده بريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وروسيا، وقادة الاتحاد الأوروبي، عند مدخل «لوريل لودج»، الجناح الرئيس للمقر الريفي للرؤساء الأميركيين، على بُعد 100 كلم من العاصمة واشنطن.