«الحياة»، أ ف ب - قتل أمس 19 شخصاً في أعمال عنف في عدد من المناطق السورية، بينهم تسعة أشخاص في التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة استهدف مدينة دير الزور (شمال شرقي سورية)، وأعلنت السلطات الرسمية إحباط محاولتي تسلل «مجموعات إرهابية» من تركيا ولبنان. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «إرهابياً انتحارياً اقتحم بالسيارة المفخخة التي يقودها مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في حي مساكن غازي عياش في دير الزور ما أدى إلى استشهاد 9 من المدنيين وحراس المبنى وإصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة بينهم طفلة عمرها أربع سنوات وفتاة عمرها 26 سنة إضافة إلى أشلاء». وأضاف المصدر أن «التفجير الإرهابي أدى لتصدع الأبنية على مسافة مئة متر في محيطه وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف المتر وقدرت كمية المتفجرات بنحو طن». وأشارت الوكالة إلى أن وفداً من المراقبين الدوليين اطلع على «موقع التفجير الإرهابي وعاين الأضرار في المكان». وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أيضاً عن تفجير بسيارة مفخخة في دير الزور، موضحاً أن الانفجار وقع في شارع يضم مقراً للاستخبارات العسكرية والجوية ومستشفى عسكرياً. وأظهرت الصور التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية مباني مدمرة وحطام سيارات وحفرة كبيرة وبقع دماء لهذا الاعتداء الأول من نوعه في هذه المدينة التي أعلنت السلطات الجمعة أنها أحبطت اعتداء بسيارة مفخخة فيها. واتهم «المجلس الوطني السوري» المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء تفجير السيارة المفخخة في دير الزور و»عمليات التفجير المتكررة» التي هزت البلاد مؤخراً. وأعرب «المجلس» في بيان عن «إدانته البالغة لعمليات التفجير الإجرامية التي أدت إلى مقتل مدنيين في عدد من المدن السورية وآخرها اليوم (أمس) في دير الزور» وحمّل «النظام السوري المسؤولية الكاملة عنها». وأضاف «إن عمليات التفجير المتكررة جزء من خطة النظام لإشاعة حالة من الفوضى والاضطراب عقب إخفاقه في قمع ثورة الشعب السوري». وتابع أنها «محاولة للانتقام من السوريين الذي لم تخفهم محاولاته القمعية وعمليات الاعتقال والتعذيب والتصفية والإبادة». واستهدفت اعتداءات دامية عدة العاصمة دمشق وحلب، ثانية المدن السورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) 2011. وفي 10 أيار(مايو) اسفر اعتداء مزدوج عن 55 قتيلاً في دمشق ومئات الجرحى. إلى ذلك، أفادت «سانا» بأن «الجهات المختصة في إدلب (شمال غربي سورية)، أحبطت فجر (امس) محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى السورية عبر قرية الفوز التابعة لمنطقة جسر الشغور، إذ تمكنت الجهات المختصة من قتل وإصابة عدد من المسلحين ومصادرة الأسلحة التي بحوزتهم بينما لاذ باقي أفراد المجموعة بالفرار باتجاه الأراضي التركية». وأشارت «سانا» أيضاً إلى أن «الجهات المختصة في حمص (وسط البلاد) أحبطت ليل أول من أمس محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى السورية بالقرب من قرية العرموطة في ريف منطقة تلكلخ، وتمكنت الجهات المختصة خلال الاشتباك من إصابة عدد من أفراد المجموعة الإرهابية التي لاذت بالفرار باتجاه الأراضي اللبنانية حيث شوهدت سيارات الإسعاف في منطقة وادي خالد مسرعة نحو الموقع لسحب المصابين إلى لبنان». وكانت الوكالة الرسمية أفادت بأن «الجهات المختصة أحبطت (أول) امس محاولة تفجير سيارة مفخخة في دير الزور (شمال شرقي سورية) وألقت القبض على المتورطين». كما أشارت إلى أن «ضبط سيارة مسروقة وفي داخلها كمية كبيرة من المتفجرات على طريق الغوطة بالقرب من المليحة في ريف دمشق»، موضحة إن» إرهابيين ركنوا السيارة بالقرب من نقطة لقوات حفظ النظام ولاذوا بعدها بالفرار، ولدى معاينة الجهات المختصة ووحدات الهندسة للسيارة عثر بداخلها على نحو 600 كلغ من المتفجرات موضوعة داخل قاظانات ومعدة للتفجير». إلى ذلك، قالت الوكالة إن «حشوداً طالبية وشبابية تجمعت امس في ساحة الجامعة في حلب (شمال سورية) دعماً لمسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد لبناء سورية المتجددة واستنكاراً للأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المواطنين وعناصر الجيش وقوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة تنفيذاً لأجندات خارجية تخدم أعداء الأمة العربية». إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تواصل العنف في مناطق سورية متفرقة ما اسفر عن مقتل 10 أشخاص، على رغم وجود اكثر من 260 مراقباً في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان (أبريل). ففي ريف إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن مقتل شرطي وعسكري منشق اثر سقوط قذائف على الأحراش التي يتمركزون فيها من قبل حواجز القوات النظامية في قرية الفوز. كما قتل مواطن بمدينة خان شيخون اثر إطلاق النار عليه من قبل القوات النظامية. وأضاف المرصد بأن المنشقين دمروا بصواريخ «آر.بي.جي» ناقلة جند مما أوقع قتلى وجرحى بين الجنود بلغ عددهم خمسة. وفي المنطقة نفسها، في أطراف بلدة سرمدا، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش والمنشقين قرب الحدود التركية ودمرت ثلاث آليات عسكرية. وفي ريف حمص (وسط)، قتل ثلاثة أشخاص بينهم اثنان في حمص فيما سقط الثالث اثر إصابته برصاص قناصة في قرية الحسينية. وأشار المرصد إلى إصابة 12 شخصاً اثر إطلاق النار من رشاشات ثقيلة وقذائف هاون تعرضت له قريتا النزارية وجوسية بريف القصير الذي عثر فيه على جثمان مواطن. وفي دير الزور، اغتال مسلحون مجهولون شقيق مسؤول منظمة تابعة لحزب البعث. وفي حلب (شمال) قتلت امرأة وابنها وابنتها اثر إطلاق الرصاص على سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في منطقة الحمدانية. وفي محافظة حلب تعرض مقر لحزب البعث لهجوم بصواريخ «آر.بي.جي» وتلته معارك بين قوات الأمن والمنشقين. وتحدث «المرصد السوري» من جهة اخرى عن انفجار قوي في دوما بريف دمشق، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.