في عرف من لم يعرف طعم البطولات وصام عنها دهوراً حتى صار يؤرخ بسنة حصوله عليها، يعد ما حققه الفريق الهلالي هذا الموسم إنجازاً رائعاً وعملاً تشكر عليه الإدارة والجهازان الإداري والفني، ففريق يحقق بطولة كأس ولي العهد وينافس على الدوري حتى الرمق الأخير ويقاتل على كأس الملك للأبطال عمل يفتخر به كل نادٍ وتقنع به جماهيره وتحمد الله عليه كثيراً، لكن ذلك ربما من سوء حظ أي إدارة تمسك بزمام نادٍ كبير كالهلال، فكل رئيس يتعب من بعده وينهكه جمهور سقف طموحه عالٍ جداً ولا يوجد مثيل له، فهو يريد البطولات كافة ولا يقبل أي عذر عن تقصير أو تراجع، إذ اعتاد أن يكون أولاً، ومن يعتد الأول يدمنه حد التملك الأبدي، ويتشبث به حد إلغاء طموح منافسيه وتغييبهم قسراً عن المنافسة راضين أو مرغمين. جماهير «الزعيم» التي ولدت على منصات الذهب وأقامت عليها رافعة الهامة أوعى من أن يسقط عليها أحد أنها طيبة وتقبل الأعذار بسهولة، فالطيبة في زمننا تعني البلاهة وتصديق ما يقال دون أن ترى أفعالاً تترجمها، وإن كانت فعلاً طيبة فقد عاشت الصدق واقعاً وكل رئيس يحقق لها بطولة واثنتين وثلاثاً، فلا يفاخر بكم دفع وصرف بل بما أضافه لسجل ناديه وخزائنه من بطولات، وهذا يعني أن غيرهم من المضحوك عليهم إما هبل ومجانين أو سذج يقادون وقطيع ليس له غير التبعية وهز الرأس، ويمضي العام بعد العام وهم يحلمون. إدارة الهلال حققت في سنوات قليلة ما عجز غيرها عن الحصول عليه في 20 سنة خلت، ومع ذلك من جماهير الهلال من هو غير راضٍ عما حدث هذا الموسم ولا يريد الاكتفاء ببطولة، وهذا مناف للواقعية التي يجب أن يتحلى بها عشاق «الزعيم»، فهناك غيرهم يعمل ويريد أن يحظى بنصيب من الكعكة التي عادة يستأثر الهلال وحده بجلها، ولذا كان طبيعياً أن يحقق الشباب وهو الأجدر بطولة الدوري، فيما كأس الأبطال ستكون لبطل جديد، فهذه سنة الحياة (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك). إدارة الهلال كفت ووفت، وخلال أربع سنوات قدمت عملاً مميزاً يحتذى به، وأعتقد لم يعد لديها جديد تقدمه ولا بد من التغيير، بل أصبح حتمياً بعد أن تكررت الأخطاء وصمت عن بعضها بداعي أن الحديث فيها زعزعة للبيت الهلالي. التغيير أمر رائع لمن يريد تجديد نشاطه البدني والنفسي، واعتقد أن هذا ما يحتاجه الهلال ولن يخلو البيت الهلالي من قيادات شابة أو خبيرة تستطيع قيادة الدفة والإبحار من جديد في سماء البطولات، وكلنا ثقة بأن الجميع بمن فيهم الإدارة الحالية سيكونون عوناً وسنداً للجديدة، فذلك طبع هلالي أصيل «الولاء للكيان أولاً ومن ثم للأشخاص». [email protected]