لم يكن الجناح الطائر الشاب ياسر الفهمي (21 عاماً) يتوقع أن تكون المباراة الودية التي شارك فيها مع فريقه السابق حراء ضد الأهلي في جدة انطلاقته الحقيقية في عالم المستديرة، وأنها ستفتح له أبواب النجومية والمستقبل الكروي المشرق بعد أن لفت الأنظار كثيراً وسحب بساط التألق والإبداع من بقية اللاعبين ، لينال إعجاب قائد السفينة الأهلاوية الأمير خالد بن عبدالله الذي كان حاضراً اللقاء، ويحظى بقناعة المدرب البلغاري آنذاك ملادينوف الذي أوصى إدارة النادي بضرورة التعاقد معه وتسجيله رسمياً في كشوفات النادي ، ليبدأ اللاعب حياته الكروية الحقيقية ويكتب شهادة ميلاده الفعلية كنجم شاب يُشار إليه بالبنان كواحد من أبرز المواهب التي قدمتها الكرة السعودية في الفترات الماضية. ونال الشاب المبدع ياسر الفهمي المولود في 20 كانون الأول (ديسمبر) 1991 ثقة المدرب الحالي غاروليم ، وقدم موهبته بقوة في النزالات الكروية الفائتة، وكان من أهم وأفضل لاعبي القلعة الذين قدموا مستويات أدائية لافتة، وأسهموا في تألق فريقهم هذا العام ووصوله إلى مراكز متقدمة في الاستحقاقات المحلية، وأبدع اللاعب «الأشول» كثيراً في الجهة اليسرى التي حولها إلى مسرح للعمليات الهجومية، ومركز لضرب دفاعات المنافسين من خلال مهاراته الفنية وسرعته الأمر الذي يمنحه التفوق في أضيق المساحات، ما جعله واحداً من أخطر أسلحة القلعة الهجومية التي يستخدمها غاروليم سواءً من بداية اللقاء أو في الأوقات الحاسمة. وشق الفتى «المكاوي» الموهوب ياسر الفهمي طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية من أحياء العاصمة المقدسة، وكان نجماً لامعاً في الحواري قبل أن يسجل رسمياً في كشوفات نادي حراء، ولكنه كان طموحاً إلى حدٍ كبير ويحلم بنادٍ يصقل موهبته الفنية ويفجر طاقاته الكروية، ولذا ذهب إلى نادي الوحدة وأبهر المدرب الألماني ثيو بوكير بعد أن تدرب تحت إشرافه في تجربه ميدانية ليوصي صناع القرار في الوحدة بضرورة جلبه والتعاقد معه، ولكن المسائل المالية بين إدارتي الوحدة وحراء أفشلت الصفقة وحرمت اللاعب من الانضمام للوحدة ، لتأتي الفرصة على طبق من ذهب في النادي الأهلي الذي انتقل له اللاعب ووصل من خلاله إلى المنتخب السعودي الشاب وشارك معه في مونديال كأس العالم الأخير وأذهل الجميع بمستوياته الأدائية الثابتة وهدفيه في مرمى المنتخبين الكرواتي وغواتيمالا، ويحظى الفهمي حالياً بمحبة جماهيرية كبيرة ومؤازرة وتشجيع من أنصار القلعة الذين يتفاءلون كثيراً برؤيته في أرض النزال مع كوكبة النجوم.