خطف الحارس السعودي المتألق عساف القرني (26 عاماً) الأنظار كثيراً في «خليجي 20» في اليمن، وأكد أنه من أبرز وأميز الحراس المرشحين لنيل جائزة أفضل حارس في الدورة بعد مستوياته الأدائية اللافتة، وتصدياته البارعة لمحاولات الهدافين في المنتخبات المنافسة، وحفاظه على شباكه التي لم تهتّز إلا مرة واحدة من المدافع القطري إبراهيم الغانم، وإسهامه في تأهل الأخضر السعودي إلى نهائي البطولة أمام المنتخب الكويتي في الطريق إلى مواصلة تألقه وإبداعه وتوهجه في كرنفال الختام، حتى يقود الأخضر إلى تحقيق اللقب الغالي. ويمتلك الحارس الوحداوي المتألق عساف القرني المولود في 2 نيسان (ابريل) 1984 مقومات الحارس العصري المتكامل من قدرات بدنية عالية وإمكانات فنية هائلة ويقظة دائمة وشجاعة وفدائية وسرعة بديهة وهدوء أعصاب واتزان وثقة عالية بالنفس وقدرة فائقة على التصدي لركلات الجزاء، حارس هادئ الطباع خجول إلى درجة الصمت الرهيب خارج الملعب، ولكنه أسد هائج بين الخشبات الثلاث، يعتبره الكثيرون من النقاد والمحللين والمراقبين من أفضل وأجمل الهدايا الثمينة التي قدمتها الكرة الوحداوية للساحة الرياضية في الأعوام الأخيرة، ويُجيد عساف التعامل مع الكرات الهوائية، ويُحسن اختيار الأوقات المناسبة في الخروج من مرماه، ويحضر في شكل لافت أثناء التسديدات القوية من مسافات بعيدة. وشقّ عساف الوحدة طريقه إلى عالم النجومية والأضواء من حارة الهنداوية الواقعة قريباً من الحرم المكي الشريف، ومارس معشوقته منذ الصغر لعبة كرة القدم في شوارع الحارة الضيقة، ثم نقل موهبته الكروية إلى نادي الوحدة، وسجّل رسمياً في كشوفات فريق الناشئين، ولفت إليه الأنظار باكراً، ولعب في التشكيل الأساسي، ثم صعد إلى فريق الشباب، وقدم مستويات أدائية مميزة مع أفضل فريق شاب مرّ على الفرسان آنذاك، وكان يضم المحياني والشمراني وهوساوي وكامل الموسى تحت إشراف المدرب المصري الراحل محمد علي «يرحمه الله» ومن يومها وهو الحارس الأول في قائمة الفرسان حتى الآن. وخاض عساف الوحدة تجربة الانتقال بنظام الإعارة مرة واحدة في حياته الرياضية أسوة ببعض لاعبي الفرسان، وانضم إلى فريق الأهلي قبل ثلاثة مواسم، ولكنه لم يشارك أساسياً، وظل على مقاعد البدلاء احتياطياً للحارس ياسر المسيليم، وشارك عساف مع المنتخبات الوطنية من درجة الشباب ثم الأولمبي، وأخيراً المنتخب الأول الذي عانى فيه كثيراً، ولم يأخذ فرصته كاملة فيه مثل بقية الحراس، حتى أتته الفرصة الذهبية في خليجي 20، ويحظى اللاعب بحب وتقدير واحترام الجماهير الوحداوية الوفية التي تهتف باسمه كثيراً في مدرجات الفرسان، وتتفاعل مع كل كرة يمسكها، وكل تسديدة يبعدها وكل هجمة يبطل مفعولها في كل الاستحقاقات السعودية والمسابقات والمنافسات الكروية.