يوماً بعد يوم يُثبت الحارس الوحداوي الأسمراني عساف القرني ابن ال 25 ربيعاً أنه من أبرز وأميز الحراس الذين أنجبتهم ملاعب كرة القدم في مكةالمكرمة على مر التاريخ، ولقاء بعد لقاء يؤكد حامي العرين الوحداوي أنه من فئة النجوم الأفذاذ الذين يبدعون على أرض الميدان في كل نزال، عامٌ يأتي وعامٌ ينقضي وأداء القرني الرائع ثابتاً من دون تغيير، مصدر الآمان ومنبع الاطمئنان في كتيبة الفرسان، تتفق أراء الجماهير الوحداوية وتتحد في نجومية عساف وتختلف في تحديد نجومية بقية اللاعبين في كل لقاء، حارس هادئ الطباع خجول إلى درجة الصمت الرهيب خارج الملعب، ولكنه أسد هائج بين الخشبات الثلاث، يعتبره الكثيرون من النقاد والمحللين والمراقبين من أفضل وأجمل الهدايا الثمينة التي قدمتها الكرة الوحداوية للساحة الرياضية في الأعوام الأخيرة. ويمتلك الحارس الوحداوي المتألق عساف القرني المولود في 2 نيسان (إبريل) 1984 مقومات الحارس العصري المتكامل من قدرات بدنية عالية وإمكانات فنية هائلة، ويقظة دائمة وشجاعة وفدائية وسرعة بديهة، وهدوء أعصاب واتزان وثقة عالية بالنفس، وقدرة فائقة على التصدي لركلات الجزاء، وآخرها في لقاء الشباب الفائت عندما حرم المحترف البرازيلي مارسيلو كماتشو من هز شباكه من نقطة الجزاء، ويُجيد عساف التعامل مع الكرات الهوائية ويُحسن اختيار الأوقات المناسبة في الخروج من مرماه، ويحضر في شكل لافت أثناء التسديدات القوية من مسافات بعيدة. وشق عساف الوحدة طريقه إلى عالم النجومية والأضواء من حارة الهنداوية الواقعة قريباً من الحرم المكي الشريف، ومارس معشوقته منذ الصغر لعبة كرة القدم في شوارع الحارة الضيقة، ثم نقل موهبته الكروية إلى نادي الوحدة، وسجّل رسمياً في كشوفات فريق الناشئين، ولفت إليه الأنظار باكراً ولعب في التشكيل الأساسي، ثم صعد إلى فريق الشباب، وقدم مستويات أدائية مميزة مع أفضل فريق شاب مرّ على الفرسان آنذاك، وكان يضم المحياني والشمراني وهوساوي وكامل الموسى تحت إشراف المدرب المصري الراحل محمد علي «يرحمه الله»، وذلك إبان إشراف الرئيس الحالي عبدالمعطي كعكي على الفريق في عهد رئاسة حاتم عبدالسلام لإدارة النادي، وبعدها صعد عساف إلى الفريق الأول وأزاح الحارسين صالح السلمان وفيصل بامحرز عن القائمة الأساسية، ومن يومها وهو الحارس الأول في قائمة الفرسان حتى الآن. وخاض عساف الوحدة تجربة الانتقال بنظام الإعارة مرة واحدة في حياته الرياضية أسوة ببعض لاعبي الفرسان، وانضم إلى فريق الأهلي قبل ثلاثة مواسم، ولكنه لم يشارك أساسياً وظل على مقاعد البدلاء احتياطياً للحارس ياسر المسيليم، وشارك عساف مع المنتخبات الوطنية من درجة الشباب ثم الأولمبي وأخيراً المنتخب الأول الذي لم يأخذ فرصته كاملة فيه مثل بقية الحرّاس الذين لا يتفوقون عليه في مزايا ومميزات الحراسة، ويحظى اللاعب بحب وتقدير واحترام الجماهير الوحداوية الوفية التي تهتف باسمه كثيراً في مدرجات الفرسان وتتفاعل مع كل كرة يمسكها وكل تسديدة يبعدها وكل هجمة يبطل مفعولها في كل الاستحقاقات والمسابقات والمنافسات الكروية السعودية.