تأتي المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، متزامنةً مع ذكرى البيعة الغالية، إذ تعدّ مناسبة كبرى يحتفل بها الشعب والوطن كل عام، في نسيج قلما نجد له مثيلاً في دول أخرى. ولا شكّ أن الذكرى السابعة التي نعيشها هذه الأيام لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم - ملكاً للمملكة العربية السعودية - إنما تمثل عرساً للوطن، وهو ينعم بالخير والأمن والأمان والازهار. إنها القيادة الرشيدة، التي هيأها الله، لتقود هذا الوطن إلى العلو والرفعة والمكانة المرموقة، وهذا ما يشعر به المواطن السعودي، الذي يقدم الولاء والطاعة لقيادته، فبادلته الحب بمثله، فأصبحت المملكة العربية السعودية عنواناً ل«جسد وطن» بين القائد وشعبه. ولأن الوطن يعيش ذكرى البيعة، جاء موعد المباراة النهائية اليوم متزامناً مع أفراح الوطن، لتكتمل فرحة الشباب الرياضي بلقاء قائدهم، في عرس وطنهم، وعرس الرياضة، في يوم من الأيام المشهودة للرياضة السعودية. لقد اعتاد شباب الوطن على الالتقاء بحبيبهم وقائدهم في نهاية كل موسم رياضي، ليكون مسك الختام، والفوز والانتصار الحقيقي لأنصار ومحبي الناديين الكبيرين «الأهلي» و«النصر»، إذ يبقى التشرف بالسلام على المليك المفدى، هو الهدف الأغلى في مثل هذه المناسبات الكبيرة. والحقيقة أن هذه الأجواء التي تسبق المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وفي حضوره - حفظه الله - تشعرني بأن الأهلي والنصر ما زالا كما كانا، ولم يغيّر وصولهما إلى النهائي شيئاً في خطابهما. تلك صورة من صور التنافس التي نبحث عنها، تبدأ باحترام الآخر، وتنتهي بقبلات التهاني للفريق الفائز، والثناء على الفريق الخاسر، من دون دخول في تفاصيل تبقى لأهل الاختصاص. إنها الرياضة بكل معانيها وصورها الجميلة، يجسّدها اليوم ناديان يحفظ لهما التاريخ القديم والحديث، أنهما يمثلان ركنين مهمين ورئيسيين في رياضة الوطن، بإنجازات بقيت خالدة على مرّ تاريخهما، وبأسماء لا تغيب عن الذاكرة، مهما تغيرت الأجيال. ومع ذلك، فأنا أشفق على جمهور الناديين، فهذا الملعب - استاد الأمير عبدالله الفيصل - لم يعد مهيأً للمباريات التنافسية، فضلاً عن إقامة مباراة نهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين، لصغر مساحته، وعدم قدرته على استيعاب جموع الجماهير الراغبة في حضور المباراة. وللتذكير فقط، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - في نهائي العام الماضي ووجّه بعمل توسعة للملعب، لكنّ شيئاً من ذلك لم يحدث، وهل كانت إجراءات تأخير تنفيذ التوجيه الملكي ناتجة من وزارة المالية، أم أن للرئاسة العامة لرعاية الشباب دوراً في ذلك؟ ومهما كانت الأسباب، وأياً كان مصدرها، فإنه لا ينبغي أبداً تعطيل الأوامر والتوجيهات، بحجة أن الموازنة غير متاحة، في وقت نجد أن كثيراً من المشاريع الأخرى يتم تنفيذها في أوقات قياسية... فهل من إجابة مقنعة؟ [email protected]