بتلقائية وثقة بالذات، تتحدث الشابة الفرنسية اللبنانية ليلى سورا عن استحقاقين تعدّ لهما للسنة المقبلة، وهما إنجاز أطروحتها الأكاديمية عن حركة «حماس» والمشاركة في دورة الألعاب المتوسطية في تركيا في رياضة الفروسية. وليلى هي ابنة الباحث المستعرب ميشال سورا، الذي توفي في الاحتجاز في بيروت العام 1986، بعدما خطفته مجموعة «الجهاد الإسلامي». ولعل لوالدها الذي لم تعرفه كثيراً تأثيراً في ميلها إلى البحث العلمي. أما الولع بالفروسية، فأخذته ليلى عن والدتها ميراي معمرباشي التي شجعت ابنتها على مزاولة الفروسية منذ الصغر، حتى صارت تشارك في مسابقات فرنسية محلية وبطولات أوروبية. وخاضت ليلى أخيراً بطولة دولية في فونتينبلو (قرب باريس)، وحلّت في المرتبة الخامسة في أحد السباقات والثامنة في سباق آخر، وهو ما يعتبر نتيجة جيدة في هذه البطولات، إذ يحظى الخيّالة الثمانية الأول بفرصة الجولة في الميدان على وقع الأناشيد الوطنية للدول التي يمثلونها. تتحدث ليلى ببساطة عن أطروحتها في معهد العلوم السياسية الذي يُخرّج النخب الفرنسية منذ عقود، وتقول إنها تتناول الحقبة التي أعقبت فوز «حماس» في الانتخابات، وتسعى إلى إظهار ضرورة تليين هذه الحركة لمواقفها تحت وطأة الاعتبارات المنبثقة من توليها السلطة، مضيفة أن الإشكالية التي تتناولها تتمحور حول التناقضات الناجمة عن رغبة الحركة في التمايز عن «فتح»، في موازاة إرساء معادلة سياسية لإقناع الخارج بقدرتها على تولّي الحكم. وفي موازاة الدقة والجدية اللتين يتطلبهما هذا الموضوع، تواظب ليلى على تدريبات الفروسية، فتوزع أيام الأسبوع بينهما كما لو أنها تسعى إلى تمتين رابط ما بين والديها اللذين فرقهما الموت. وتعتزم ليلى، نهاية الشهر الجاري، المشاركة في بطولة تقام في فرنسا وتمثّل فيها لبنان. لكن اهتمامها منصبّ الآن على الألعاب المتوسطية، على رغم ضغط الوقت، وتأمل بأن تتمكن من الاستمرار في الجمع بين البحث والفروسية. لكنها آسفة إذ قد تضطر لبيع أحد جوادَيها بسبب ارتفاع كلفة اقتنائهما، إضافة إلى نفقات البطولات. لكنها تجد صعوبة في ذلك، لتعلّقها ب «نان جي سار» الذي امتطته في بطولات عدة، وأيضا ب «روسكو»، الفرس الصغيرة التي ما زالت تخضع للتدريب.