رويترز - قال ديبلوماسيون إن الحكومة السورية تريد أن تدير توزيع كل مواد الاغاثة الإنسانية على نحو مليون سوري يحتاجون الى المعونة، لكن الاممالمتحدة تريد ان يكون لها بعض السيطرة على عملية التوزيع. ويتفاوض مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والحكومة السورية منذ اسابيع على خطة لتوزيع المعونة في شتى انحاء البلاد لكن مبعوثين للأمم المتحدة مطلعين على سير المحادثات قالوا إن الجانبين وصلا الى «طريق مسدود» في الخلاف بشأن من سيمسك بعنان هذه العملية. وقال ديبلوماسي ل «رويترز» مشترطاً عدم نشر اسمه: «السوريون يريدون الاحتفاظ بالسيطرة على شبكات التوزيع». واضاف: «هذا الموقف غير مقبول لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية ... فالمكتب لا يمكن ان يسمح للحكومة السورية بأن تستغله كوسيلة للوصول الى الاشخاص (الذين تريد القبض عليهم) او بتوزيع المعونة على مؤيدي الحكومة وحدهم». وقالت فاليري آموس رئيسة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن المكتب يجري مناقشات مع سورية بشأن كيفية توصيل المعونات إلى من يحتاجون إليها. وسئلت آموس خلال رحلة إلى كندا حول هل وصلت المحادثات الى طريق مسدود فقالت ل «رويترز»: «اننا مستمرون في المناقشة والتفاوض ولذا فلا أريد أن استخدم هذا التعبير». وقالت آموس انها لا تعرف متى سيتم حل المسائل العالقة. واضافت في حديث عبر الهاتف: «لا أنتظر قطعاً أن يكون شهوراً وأعني أن هؤلاء أناس تبين لنا قرب نهاية آذار (مارس) انهم يحتاجون إلى المساعدة ومن ثم فإننا نريد مساعدتهم في أقرب وقت ممكن». وقال ديبلوماسيون إن مكتب الشؤون الانسانية بعث برسالة الى الحكومة السورية يؤكد فيها اهمية اضطلاع الاممالمتحدة بجانب على الاقل من السيطرة على عملية توزيع المعونة، واضافوا انه لم يلجأ الى الدول الاعضاء في الاممالمتحدة حتى يتدخلوا نيابة عنه ويمارسوا ضغوطاً على دمشق لكنه قد يفعل ذلك اذا دعت الضرورة. وقال المبعوثون إن اوضح خيار هو دعوة روسيا الى المساعدة حيث انها صاحبة اكبر نفوذ على دمشق. وقال مسؤول في الأممالمتحدة ان آموس تحرص على تفادي ربط مسألة المعونات بالنزاعات السياسية بشأن الجوانب الأخرى لخطة وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان للسلام في سورية. وقال: «انها تريد إبقاء المعونات بمعزل عن السياسة». وتدعو خطة انان الحكومة والمعارضة إلى «ضمان التوصيل في الوقت المناسب للمعونات الإنسانية إلى كل المناطق التي تضررت من القتال». وقال ديبلوماسيون ان جماعات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة ما زالت تنشط في سورية لكنها تفتقر إلى حرية الانتقال بلا قيود في انحاء البلاد وهو ما تحتاج إليه حتى يمكنها تنفيذ أنشطتها بشكل فعال.