الريح يا لمركبة الريح، يا لجبروتها ومجدها! مجلجلة تمضي ولها صوت الرعد. إنها تصبغ الأقاليم بالحمرةِ وتلامسُ السماء، وفي هبوبها يتبعثرُ غبارُ الأرض. بمحاذاة آثار الريح يسرعن، يقدمن إليه كما تقدم سيداتٌ جليلاتٌ إلى الحشدِ. حُملْنَ على عربته بهذه الأشياء كخادمات له، يسارعُ الإلهُ، ملك الكونِ بالمضي قدماً. مجد الشاعر من الناس، ويمرون وسوف يمرون على هذه الأرض، مجللين بالحزن... وحده مجد الأدب يبقى دون خسران. أوشاس الفجر من بين جميع الأنوار هو الأشد سطوعاً، هذا النور قد جاء، هذا البهاء المتخلق في عظيم لون يخطف الأبصار، يندفع أمام شروق الشمس الوشيك، والليل قد أخلت الآن مكانها للفجر. مشرقة تأتي، تقود عجلاً وضاءً لقد عهد الواحد الأسود يقصورها إلى الفجر. ولأنهما قريبتان لا تموتان وتتبعان بعضهما فإنهما تقايضان لوناً بلون. الشجرة والإنسان كشجرة الغابة هو الإنسان حقاً. شعره الأوراق، وجلده اللحاء. من جلده يشخب الدم، كما يتدفق النسغ من اللحاء. حين يطعن يتدفق جدول، كما من الشجرة حين تطعن. اللئام إن اللئام يتمتعون بفهم دقيقٍ ولكن فقط في ما يخص الأفعال المشينة.. فعيون طيور البوم لا تبصر فرائسها إلا في الظلام. البحث عن أورفاشي أيها الطاووس، أتوسل إليك أن تخبرني بهذا الأمر. هل رأيت حبيبتي حين كنت تتجول في البستان؟ استمع إلىَّ! إن لها مشية الاإوزة البرية ووجه كأنه البدر بهاتين العلامتين اللتين أعطيتهما لك سوف تعرفها. أعجوبة لقد منحتني أيها الفقر قوى لا نظير لها فقد صرت أرى العالم أجمع وما من أحد يراني. مطر في الغابة ماء ينهمر من الغيوم في ليل غابات النخيل آذانها الكبيرة ساكنة تنصت الفيلة بعيون نصف مغمضة إلى صوت المطر الشديد وخراطيمها مستقرة على أنيابها عن الضحك النساك لا يصلون إلى «الخلاص» عبر البكاء، والقصص المضحكة لا ترد القدر المحتوم.. فعلى الرجل الحكيم أن يضحك بعقل يقدر الأمور حق قدرها بعد أن يجتنب السبل الوضيعة للحياة. بزوغ القمر بزوغ القمر الشاحب مثل تمر مجفف.. سلوى الفتيات، ومصباح الطريق. شعاعه يتعثر في نتف العتمة مثل الحليب الذي يغمر طمي البرك. بونداريكا حين بلغه نبأ موته انتصب واقفاً دون حراك. ثم ندت عنه صرخة مثيرة للشفقة صرخة عالية بما يكفي لتحطم حجارة الجبل، مخترقة حياته، ومفقدة إياه الوعي: إيه يا بونداريكا! إلى الآن، وبعد مرور كل هذا الزمن، فإن الأيائل تسقط العشب من أفواهها حين تتذكرها. - من الشعر السنسكريتي.