وصل الصحافيان التركيان، اللذان احتجزا في سورية لأكثر من شهرين، إلى أسطنبول امس، بعد وساطة إيرانية نجحت في إقناع النظام السوري بإطلاقهما. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الصحافيين آدم أوزكوس وحميد كوسكون، وصلا على متن طائرة خاصة أقلتهما من إيران صباح امس، وكان في استقبالهما نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، الذي قال إنهما شهدا «مأساة إنسانية» خلال فترة احتجازهما التي استمرت 65 في سورية. وأضاف أتالاي: «نتمنى أن نرى نهاية للعنف في سورية وأن يتوصل السوريون إلى الاستقرار، ونحمد الرب على عودة أوزكوس وكوسكون إلى تركيا». ونقلت الوكالة عن الصحافيين قولها إنهما اعتقلا من قبل قوات موالية للنظام، واعتقدا في مرحلة معينة أنهما لن يعودا إلى تركيا إلا بعد سنوات طويلة. وأضافا: «جرى نقلنا إلى قبو منزل، وقاموا بعصب أعيننا ووضع الأصفاد في أيدينا وتوجيه الأسلحة نحونا والتشاور حول ما سيفعلونه بنا، وطرحوا إمكانية قتلنا... لقد ذهبنا لتصوير فيلم وثائقي ولكننا كنا في وثائقي حول مصيرنا الشخصي، فقد تعرضنا خلال الشهرين الماضيين لأمور كثيرة تصل لفيلم أو رواية». كما عبر كوسكون عن سروره بالإفراج عنه قائلاً: «الحرية هي أثمن شيء في الحياة... أسأل الله أن يمنح الحرية لكل الناس الأبرياء». وقال الصحافي اوزكوس للصحافيين في مطار اتاتورك في اسطنبول: «بعد خطفنا، عشنا 11 يوماً نخاف من الموت». وأضاف عقب وصوله «وضعوا فوهات مسدساتهم على رؤوسنا... وكان ذلك عذاباً». الا ان اوزكوس الذي يعمل لحساب صحيفة «ملييت» قال «لم نتعرض للتعذيب الجسدي». وبعد 11 يوماً من احتجازهما في موقع سري، تم تسليمهما الى مجموعة اخرى لم يكشفا تفاصيل عنها، وأمضيا 55 يوماً في زنزانات انفرادية صغيرة حيث كانا ينامان على الارض. وقال اوزكوس: «عندما لا تكون لديك اية معلومات، يبدأ عقلك في اختراع جميع انواع السيناريوات». وأضاف: «عندما اطلقوا سراحي قلت لنفسي: الله يكتب اجمل السيناريوات». وقال انه أُجريت انواع عدة من المفاوضات. وأضاف: «ارادوا مبادلتنا مقابل اشياء مختلفة. وبسبب هذه المفاوضات وهذه الاجتماعات استغرقت العملية كل هذا الوقت». وُقد أسر الصحافي التركي آدم أوزكوس، والمصور حميد كوسكون، في التاسع من آذار (مارس) الماضي، بينما كانا يقومان بمهمة في محافظة إدلب، التي كانت تشهد مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للنظام، ومسلحي المعارضة، على ما ذكر والد آدم أوزكوس، الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، سلجوق أونال، إنهما «تعرضا للاعتقال من قبل القوات السورية، بينما كانا يقومان بواجباتهما الصحافية، وكان هذا سبب اقتيادهما إلى دمشق». وفيما تكتم النظام السوري طويلاً على نبأ اعتقال الصحافيين التركيين، فقد ظهرا كل من أوزكوس وكوسكون في تسجيل مصور، تم الكشف عنه اخيراً، وقالت منظمة خيرية تركية، الأسبوع الماضي، إن هذا التسجيل جاء بعد مفاوضات مكثفة مع عدد من المسؤولين في كل من سورية وإيران، أدت إلى تمكن المنظمة من مقابلتهما في دمشق. ونقل بيان على لسان رسميين في المنظمة الخيرية التركية، أنه ونظراً لحساسية المفاوضات، لن يتم تقديم معلومات إضافية عن الطرف الذي يحتجز الصحافيين، أو عن سبب احتجازهما. وفي وقت سابق، صرح مصطفى أوزكوس، والد آدم، لشبكة «سي أن أن» الاميركية: «لمدة شهرين لم نكن نعرف حتى ما إذا كانا حيين أو ميتين... وكانت لدينا مخاوف كثيرة وقلق... أما الآن فلقد شعرنا على الأقل بالاطمئنان»، وذلك بعد السماح لنجله بالتحدث هاتفياً مع زوجته.