لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتفق الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف أمس، على «فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين البلدين، تشمل بدء التفاوض على معاهدة جديدة لخفض الأسلحة النووية. وأقر الرئيسان بالخلاف حول الدرع الصاروخية التي تخطط واشنطن لنشرها في شرق أوروبا وتعتبرها موسكو تهديداً لأمنها، وفي شأن الحرب الروسية – الجورجية، لكنهما اتفقا على دعوة إيران الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن و «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، كما كررا «التزامهما السعي الى حل شامل» للملف النووي الإيراني يشمل «ديبلوماسية مباشرة». وقال ميدفيديف بعد لقائه أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في لندن، للمرة الأولى منذ تنصيب الأخير: «في السنوات الماضية، توترت العلاقات بين بلدينا، وانحرفت في اتجاه خاطئ». وأضاف: «ذلك لم يكن في مصلحة الولاياتالمتحدة أو روسيا أو الاستقرار العالمي. اتفقنا على فتح صفحة جديدة في تلك العلاقات، ولإعادة اطلاقها، نظراً الى المسؤوليات المشتركة الملقاة على عاتق دولتينا بسبب الوضع في العالم». وقال أوباما انه بدأ مع ميدفيديف «حواراً بناءً» حول مسائل مختلفة، بينها منع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب والاستقرار الاقتصادي. وأضاف اوباما الذي اعلن انه سيزور روسيا في تموز (يوليو) المقبل: «ما نشهده اليوم هو بدء تقدم جديد في العلاقات الاميركية – الروسية». وأفاد بيان مشترك صدر بعد الاجتماع، بأن «الرئيسين قررا بدء مفاوضات حكومية ثنائية لإعداد اتفاق جديد وشامل وملزم قانوناً، حول خفض الأسلحة الهجومية وتحديدها، يحل مكان معاهدة ستارت» التي ينتهي العمل بها في 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأضاف البيان ان «الاتفاق الجديد سيعزز في شكل متبادل الأمن لدى الطرفين، والاستقرار في القوات الهجومية الاستراتيجية». وأكد الرئيسان أيضاً «التزام بلدينا بتحقيق (هدف) إخلاء العالم من السلاح النووي»، كما اتفقا على تخفيض ترسانتي البلدين من الأسلحة النووية الاستراتيجية في شكل يمكن التحقق منه، بدءاً بإبدال «معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية» بأخرى ملزمة قانوناً. وكانت معاهدة (ستارت - 1) أبرمت خلال الحرب الباردة، من قبل الرئيسين الروسي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش الأب، والتزم فيها الجانبان بتقليص أسلحتهما الى ما بين 1700 و2200 رأس نووي بحلول العام 2012. وأوضح البيان ان البلدين «مصممان على العمل معاً لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي، والأمن الدولي، ومواجهة التحديات العالمية المعاصرة في شكل مشترك، ومعالجة الخلافات في شكل صريح وصادق في روحية من الاحترام المتبادل». وزاد: «إننا مستعدون لتخطي ذهنيات الحرب الباردة وصوغ بداية جديدة في العلاقات بين بلدينا»، مشيراً الى انتهاء حقبة العداء بينهما. واعترف البلدان في البيان بأن «ثمة خلافات ما زالت قائمة حول أهداف نشر درع صاروخية في أوروبا». وأوضح انهما «ناقشا إمكانات جديدة لتعاون دولي مشترك في مجال الدفاع الصاروخي، يأخذ في الاعتبار التقويم المشترك للتحديات والتهديدات الصاروخية، بما يستهدف تعزيز أمن بلدينا، وأمن حلفائنا وشركائنا». واتفق الجانبان على «العمل في شكل ثنائي وفي منتديات دولية لحل النزاعات الإقليمية»، كما اعتبرا ان تنظيم «القاعدة ومجموعات إرهابية ومتمردة أخرى تنشط في أفغانستان وباكستان، تشكّل تهديداً مشتركاً لدول عدة بينها الولاياتالمتحدةوروسيا». وأعلن البلدان تمسكهما بالمحادثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، كما اعتبرا ان اطلاق بيونغيانغ صاروخاً باليستياً «سيؤذي السلام والاستقرار في المنطقة». كما أشار الرئيسان الى استمرار خلافهما حول الحرب الروسية – الجورجية في آب (أغسطس) الماضي، واتفقا على «مواصلة الجهود لإيجاد حل سلمي وراسخ للوضع غير المستقر القائم حالياً». واعتبر الرئيسان استئناف الاتصالات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «خطوة إيجابية». إيران وحول إيران، أقر الرئيسان في البيان بحقها في «برنامج نووي مدني»، لكنهما حضّا طهران على ان «تعيد الثقة في الطبيعة السلمية حصراً لبرنامجها». وأضاف البيان: «ندعو إيران الى الالتزام الكامل بالقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن وهيئة محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك تقديم التعاون المطلوب مع الوكالة». وكرر الرئيسان في البيان «التزامهما السعي الى حل ديبلوماسي شامل، بما في ذلك ديبلوماسية مباشرة ومن خلال مفاوضات 5+1، وحضّا إيران على ان تغتنم هذه الفرصة لتبدّد قلق المجتمع الدولي». أوباما وبراون وكان أوباما قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون: «هناك خلافات حقيقية جداً بين الولاياتالمتحدةوروسيا». وأضاف ان السنوات الماضية شهدت «انحرافاً في العلاقات» بين البلدين. وزاد ان «منع الانتشار النووي هو منطلق مناسب» لإعادة اطلاق التعاون بين واشنطنوموسكو، موضحاً ان بلاده ترغب في «الضغط على زر إعادة الاطلاق» في العلاقات مع موسكو. أوباما وهو جينتاو على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض ان أوباما والرئيس الصيني هو جينتاو اتفقتا خلال لقائهما أمس، على استئناف بحث قضية حقوق الإنسان في اسرع وقت ممكن. وأوضح البيت الأبيض أن «الرئيس هو جينتاو دعا الرئيس أوباما الى القيام بزيارة للصين في النصف الثاني من هذه السنة، وقبل الرئيس أوباما الدعوة بسرور».