قاد "حلمٌ" رآه "عبد الرحيم العتيبي" وهو شاب سعودي، إلى تغيير مسار حياته، بعد أن رأى في منامه "الحور العين" يدعونه إلى تنفيذ عملية انتحارية مطلع الأسبوع الجاري في اليمن. وبحسب ما قالته صحيفة "الحياة" الخميس (7 أغسطس 2014)، فإن عبد الرحيم العتيبي كان من معارضي أسلوب "العمليات الانتحارية"، لكنه يؤمن بما يوصف ب"العمل الجهادي"، وهذا ما دفعه إلى تنفيذ رؤيته، وتسجيل اسمه ضمن الراغبين في تنفيذ هذه العمليات، وأقدم عليها بالفعل، بحسب ما نقله زملاء العتيبي في التنظيم خلال تغريدات لهم على "تويتر". وتوظّف التنظيمات التي تحمل "راية الجهاد"، لا سيما المنبثقة من القاعدة، (المنامات والرؤى) في تجنيد المقاتلين، خصوصًا الانتحاريين، وتحديدًا المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 17 و30 عامًا. ويتكرر العزف على وتر (الشهوة والحوريات) في الأناشيد الجهادية في حروب في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، والتي تتحدث عن الحور العين، بوصفهن الجائزة التي يحصل عليها المجاهد. بدوره، وصف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة السابق، الشيخ الدكتور أحمد قاسم الغامدي، هذه الأساليب ب"الاستغلال"، مؤكدًا أنها من وسائل التثبيت والترويج لديهم. وأشار إلى أن هناك تشريعًا دينيًّا ضبط حياة المسلم في جميع شؤون حياته، فلا يقدم عليها بحسب رؤيا تبشره بشيء أو تحثه على شيء، لأنه قد يكون الذي رآه من حديث النفس. وأضاف الغامدي، أن الشرع جاء بنبوة خاتمة، ولا يمكن أن تكون المنامات ناقضة لأحكام التشريع، ولا يجوز لأحد أن يعتقد أن رؤياه تنقض حكمًا من أحكام الشرع، كأن يفجر نفسه أو يزهق روحًا أو يتلف مالا، متعذرًا بأن الرؤيا بشرته بدخول الجنة أو بالحور العين إذا فعل ذلك. ومن ناحية نفسية، أكد الاختصاصي النفسي أحمد عازب، أن للمنامات تأثيرًا على حياة الإنسان، وبخاصة إن كانت من حديث النفس، لأن ذلك يبقى في عقله الباطن. وأضاف عازب، أنه قد يكون السبب في ذلك أن الشخص لديه استعداد لاضطراب نفسي بيئي أو وراثي، فحينما يتعرض لمثير معين تحدث الاستجابة بفعل شاذ، كأن يفجر نفسه أو يقتل، وهذا خلل وظيفي في التفكير، أدى إلى ممارسة هذا السلوك الخاطئ.