أعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان أمس، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستبدأ في الثاني من نيسان (أبريل) المقبل، وسط تهديد من قوى المعارضة بمقاطعتها، فيما سيحدد الحزب الحاكم في تشرين الأول (أكتوبر) مرشحه للرئاسة باعتماد الرئيس عمر البشير أو اختيار خليفة له. وأكد رئيس مفوضية الانتخابات مختار الأصم أن إجراءات الانتخابات ستبدأ في 28 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل وتستمر حتى 30 كانون الأول (ديسمبر) بنشر السجل النهائي للناخبين فيما يبدأ تقديم طلبات الترشيح في 31 كانون الأول ويستمر لمدة أسبوع. وأضاف أن «ضربة البداية للحملات الانتخابية ستكون في 13 شباط (فبراير) حتى 30 آذار (مارس) وبدء الاقتراع والفرز سيكون يوم الخميس 2 نيسان»، موضحاً أن عملية الاقتراع ستجرى في 7100 مركز، مشيراً إلى أن كل ناخب سيحصل على 8 بطاقات اقتراع، للانتخابات المحلية والرئاسية والبرلمانية. في المقابل، أعلن تحالف المعارضة مقاطعة الانتخابات، وقال إنه لن يشارك في أي منافسة في ظل الحكومة الحالية، مطالباً بتشكيل حكومة جديدة لضمان نزاهتها. وطالبت القوى التي قبلت مبادرة الرئيس عمر البشير للحوار بتأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة انتقالية تستمر عامين للإشراف عليها. وسيحدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم مرشحه للرئاسة في تشرين الأول المقبل. وكان البشير أعلن في وقت سابق عدم رغبته في الترشح مجددا، لكن يُتوقع فوزه بسهولة في حال ترشح لعدم وجود منافسة حقيقية. إلى ذلك، يجري زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي اليوم، محادثات مع قيادات تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» في العاصمة الفرنسية باريس، لبحث فرص تحقيق السلام والتغيير الديموقراطي في السودان. ويُتوقع أن ينتهي اللقاء بتوقيع إعلان مشترك حول متطلبات الحوار الوطني، وتوحيد مواقف القوى الوطنية. من جهة أخرى، أفاد تقرير حديث للأمم المتحدة عن مقتل 119 شخصاً جراء العنف القبلي في إقليم دارفور خلال الفترة الممتدة من 15 نيسان وحتى 15 تموز. وكشف عن ارتفاع جرائم النهب والاغتصاب إلى 422 حالة، إضافة إلى تعرّض البعثة الدولية الأفريقية المشتركة في الإقليم (يوناميد) إلى 11 حادث خطف للمركبات. وأكد التقرير الربع سنوي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول بعثة «يوناميد»، استمرار الاشتباكات بين الحكومة والمتمردين وحالات التوتر بين القبائل، فضلاً عن زيادة معدلات الجريمة. وقال التقرير إن المليشيات الموالية للحكومة ارتكبت 45 هجوماً ونشاطاً إجرامياً، شملت القتل، الاغتصاب، إحراق المنازل ونهب الثروة الحيوانية. ورصد التقرير 24 مواجهة قبلية وقعت في إقليم دارفور خلال الفترة من نيسان وحتى حزيران الماضي، كانت حصيلتها أكثر من 93 قتيلاً، مقارنة ب 16 مواجهة و80 قتيلاً في الفترة من 15 كانون الثاني (يناير) وحتى 15 نيسان. على صعيد آخر، ارتفع ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت السودان إلى 39 قتيلاً إضافة إلى آلاف المشردين جراء تدمير منازلهم، وسط تحذيرات من ارتفاع منسوب مياه نهر النيل الأزرق. واجتاح نهر القاش المنحدر من إريتريا المجاورة أمس، مدينة أروما في ولاية كسلا (شرق)، ودمر آلاف المنازل وبات المواطنون في العراء. في غضون ذلك، حذر وسطاء «إيغاد» من انهيار المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان المنعقدة حالياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقالت لجنة الوساطة في بيان أول من أمس، إن المفاوضات بين الجانبين على شفير الانهيار بعد أن رفضت المعارضة مواصلة التفاوض، بعد يوم واحد على استئنافه. ودعا بيان الوساطة «الحركة الشعبية» المعارضة بقيادة رياك مشار إلى الوفاء بالتزامها، والرجوع فوراً إلى المائدة المستديرة لإيجاد حل للأزمة. وعقد رئيس فريق وساطة «إيغاد» سيوم مسفن، مشاورات منفصلة أمس، مع كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان نيال دينق، ورئيس وفد المتمردين ضيو مطوك، ورئيس وفد الأحزاب السياسية لام أكول ورئيس وفد رجال الدين جمعة حسين لإنقاذ المحادثات من الانهيار، وعُلم أن الوسطاء أقنعوا المتمردين بمواصلة التفاوض.