عمان - أ ف ب - مع دخول التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينيية صباح أمس بدأت النروج اتصالات لعقد مؤتمر دولي للمانحين في اوسلو في الاول من الشهر المقبل لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي يتوقع ان تصل تكلفته الى ستة بلايين دولار، فيما أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) نداء طارئاً لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لنحو 250 ألف مهجر في القطاع. وقال رئيس المجلس الفلسطيني للتنمية والاعمار (بكدار) محمد اشتية أن هناك حاجات عاجلة، تتمثل في تزويد قطاع غزة بالكهرباء والماء واصلاح المجاري واسكان اصحاب البيوت المهدمة، وهناك حاجات آجلة تتمثل في اعادة بناء البيوت والطرق ومحطات الكهرباء والمياه والمجاري والمدارس والمساجد وغيرها، متوقعاً ان تصل كلفة اعادة اعمار القطاع الى ستة بلايين دولار. وذكر مسؤولون فلسطينيون وديبلوماسيون غربيون ل»الحياة» ان عدداً من الدول الاوروبية أبدى تجاوباً إيجابياً مع دعوة النروج لعقد مؤتمر دولي للمانحين في اوسلو في الاول من الشهر المقبل لاعادة أعمار قطاع غزة. وأوضح اشتية ان كلفة الحاجات العاجلة تصل الى 461 مليون دولار، وتشمل تزويد السكان بالمياه والكهرباء والمجاري والايواء، مشيراً الى ان عدد الذين نزحوا عن بيوتهم في القطاع خلال الحرب بلغ 400 ألف. وأضاف ان نسبة العجز في الكهرباء في غزة بلغت 89 في المئة، وان 1.5 مليون مواطن ليست لديهم مياه بسبب عدم وجود كهرباء لضخ المياه، فيما إنهار نظام المجاري كلياً. وبيّنت دراسة اعدها «بكدار» ان 5590 بيتاً هدمت كلياً في الحرب على غزة، وان 6650 بيتاً هدمت في شكل كبير، فيما تعرض نحو 26400 منزل لتدمير جزئي. وذكرت الدراسة ان 85 مسجداً تعرض للقصف، منها 46 سوّيت بالارض، وأن 130 مدرسة تعرضت لأضرار متفاوتة جراء القصف. الى ذلك، أعرب المفوض العام لوكالة «اونروا» بيار كرينبول خلال مؤتمر صحافي في عمان عن «الامل العميق بأن تصمد هذه التهدئة الجديدة وان تشكل نهاية حقيقية لما رأيناه في الاسابيع الأخيرة من فقدان للارواح وسقوط للجرحى». وأضاف: «نأمل بشدة ان يتحقق ذلك لأجل الناس الذين شعروا خلال هذه المرحلة بأنه لم يعد هناك أي مكان آمن لهم في غزة وبأن العالم أجمع فشل في حمايتهم». لكن كرينبول أكد ان «هذه ليست نهاية القصة ولا نهاية الحاجات. فجل من يغادرون الملاجئ لن يجدوا منازلهم (...) سيكون هناك المزيد والمزيد من الحاجات في المرحلة المقبلة». وأضاف ان «اونروا تطلب الآن 187 مليون دولار لتأمين مساعدات طارئة لنحو 250 الف شخص هجروا من منازلهم على مدار فترة تصل الى ثمانية اسابيع». من جهة أخرى، دان كرينبول مجدداً قصف اسرائيل مدارس تابعة للوكالة في غزة معتبراً ان ذلك يشكل «خرقاً للقوانين الدولية». وأكد ان «الوكالة طلبت تحقيقاً ومساءلة. لكننا لسنا الجهة المناسبة لاطلاق اجراءات، فذلك يجب ان يكون من قبل جهة اوسع كالمجتمع الدولي، وليس للاونروا ان تقرر ما طبيعة تلك الاجراءات». ودخلت تهدئة تم الاتفاق عليها مساء الاثنين بين اسرائيل و «حماس» برعاية مصر حيز التنفيذ صباح الثلثاء لمدة 72 ساعة فيما سحب الجيش الاسرائيلي كل قواته من القطاع. وقبل دقائق على بدء العمل بالتهدئة تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لغارات شنها الطيران الاسرائيلي، فيما سقطت صواريخ اطلقتها «حماس» على حوالى عشر مدن اسرائيلية. وأعلنت «كتائب القسام» انها اطلقت صواريخ عدة على مدينة القدس قبل عشر دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ، كما قصفت مدن كريات ملاخي واشدود وبئر السبع وعسقلان. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز «كان هناك عدد من القوات في الداخل، ولكنها غادرت بأكملها» من قطاع غزة، فيما ذكر المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر ان «الجيش سينتشر خارج قطاع غزة في مواقع دفاعية (في اسرائيل) فور دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ». غير ان المتحدث حذر من ان الجيش سيرد على اي هجوم انطلاقاً من قطاع غزة. وفي غزة، قال الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري ان «التهدئة دخلت حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحاً، وان الفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها». وتم الاتفاق على التهدئة مساء الاثنين بين اسرائيل و «حماس» برعاية مصر في اليوم الثامن والعشرين من الهجوم الاسرائيلي على القطاع، وقال مسؤول مصري ان «اتصالات مصر مع مختلف الاطراف أدت الى التزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة» اضافة الى الاتفاق على ان تحضر بقية الوفود الى القاهرة لإجراء مفاوضات أكثر شمولاً».