أثار الاشتباه باحتمال إصابة سعودي – عاد الأحد الماضي من رحلة لسيراليون – بفايروس إيبولا المنتشر في بلدان غرب أفريقيا مخاوف من انتقال هذا المرض المهلك إلى المملكة. (للمزيد). وذكرت وزارة الصحة السعودية في بيان لها أمس (الثلثاء) أن المواطن البالغ من العمر 40 عاماً ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فايروسات الحمى النزفية. وأوضحت أنه لتشابه تلك الأعراض مع أعراض «إيبولا»، اتخذت الوزارة إجراءات احترازية. وشددت على أنها أرسلت عينة من دمه إلى مختبر دولي بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية. وأضافت أن حال السعودي المصاب حرجة، وأنه نقل إلى مستشفى حكومي متخصص في جدة لعزله. وأثار «إيبولا» مخاوف في أرجاء العالم أمس، ففيما أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أمس وقف رحلاتها موقتاً بين لندن وسيراليون وليبيريا، تساءلت صحيفة «ديلي ميل»: هل وصل «إيبولا» إلى المملكة المتحدة؟ ونسبت شبكة «سي إن إن» أمس إلى مدير مركز التحكم والوقاية من المرض الدكتور توم فريدين قوله إن «إيبولا» سيستغرق أشهراً عدة، «ولن يكون صدّه سهلاً، لكن يمكن وقفه. نحن نعرف الآن ما ينبغي عمله». وذكرت وزارة الصحة السعودية أنها رصدت أول من أمس حالة مرضية لمواطن سعودي في أحد مستشفيات مدينة جدة، ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فايروسات الحمى النزفية، بعد رجوعه من رحلة عمل إلى سيراليون خلال شهر رمضان الماضي، ونتيجة لتشابه أعراض هذه الإصابة مع أعراض الإصابة بفايروس إيبولا، اتخذت الوزارة عدداً من الإجراءات الاحترازية. ولفتت، في بيان لها أمس، إلى أن الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص أكدت عدم إصابة المريض بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم إجراء مجموعة إضافية من الاختبارات، للكشف عن إمكان الإصابة بأي من الفايروسات النزفية، كالحمى الصفراء والخمرة، لما لهما من أعراض مشابهة. وأكدت أنه تم الكشف عن الحال المشتبه بها من نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة، الذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية. وأشارت إلى أن السعودية اتخذت منذ نيسان (أبريل) الماضي خطوة استباقية، بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول أفريقية هي: سيراليون وليبيريا وغينيا، بسبب تفشي «إيبولا» هناك. وزادت أنها تقوم بإشعار وتعريف منسوبيها في مطارات وموانئ المملكة بمعايير التحكم في العدوى، وكيفية التعامل مع هذه الحالات. وأكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور عبدالله عسيري ل«الحياة»، أنه تم إرسال العينات الخاصة بالحال التي تم الاشتباه بإصابتها بفايروس إيبولا إلى مركز مراقبة الأمراض الأميركي ومختبر آخر في ألمانيا، مشدداً على أن منظمة الصحة العالمية توصي بألا يتم فحص العينات المشتبه بإصابتها بفايروس إيبولا إلا في مختبرات معينة في العالم، نظراً إلى شدة خطورته على العاملين في المختبرات، وإمكان انتقاله لهم، على أن تتم عملية النقل تحت إجراءات مشددة من طريق شركات متخصصة. وكان وزير الصحة النيجيري أبلغ الصحافيين - طبقاً لشبكة «سي إن إن» - بأن «إيبولا» زحف إلى بلاده، بعدما تم تشخيص طبيب نيجيري كان يتولى تطبيب مسؤول حكومي ليبيري كبير أصيب بالفايروس، وتوفي في أحد مشافي لاغوس في 20 تموز (يوليو) الماضي. وأوضح أن ثمانية أشخاص تم عزلهم، بانتظار وصول نتائج اختبارات لعينات ثلاثة أشخاص. وأشار الدكتور فريدين إلى أن واشنطن تعتزم إرسال 50 خبيراً إلى الدول الأفريقية المنكوبة للمساعدة في كبح «إيبولا». وقال إن الأعراض الأولية ل«إيبولا» تشمل إصابة مفاجئة بحمى، وشعوراً بالضعف، وأوجاعاً في العضلات، وصداعاً، ووجعاً في الحلق. وتتطور تلك الأعراض لاحقاً لتتحول إلى قيء وإسهال وفشل كبدي وكلوي، وأحياناً نزف داخلي وخارجي. وتساءلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس بخط بارز: هل وصل «إيبولا» إلى السعودية؟ وأشارت إلى أن البنك الدولي تعهد بإنفاق 200 مليون دولار لمساعدة بلدان غرب أفريقيا في مواجهة «إيبولا». وأوضحت أن تأكيد أنباء تحسن المصاب الأميركي الذي نقل إلى وحدة عزل طبي خاصة، بعد تناوله دواء يسمى «زيدماب»، صنعته شركة أميركية في سان دييغو، أثار تفاؤلاً كبيراً بإمكان إيجاد دواء يصد «إيبولا». وذُكر أن المصاب الدكتور كنت برانتلي (33 عاماً) كاد يموت قبل نقله لأميركا، وبعد إعطائه دواء «زيدماب» تحسن في غضون ساعة، وأضحى قادراً على ركوب الطائرة.