في اليوم السابع والعشرين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سُجل تقدم على مسار القاهرة للتهدئة، وعلمت «الحياة» أن مصر وافقت على المطالب التي تضمنتها «الورقة الفلسطينية» الموحدة، وأن هدنة ستبدأ اعتباراً من اليوم لمدة 3 أيام بموازاة مفاوضات غير مباشرة تتوسط فيها القاهرة بين الوفد الفلسطيني الموحّد وبين وفد إسرائيلي يصل إلى القاهرة اليوم. (للمزيد) واجتمع الوفد الفلسطيني الذي يضم ممثلين عن حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، أمس مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية محمد فريد تهامي، وسلمه «ورقة المطالب»، وفي مقدمها وقف العدوان وفك الحصار. وقال عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق إن اللقاء كان إيجابياً، وإن لقاء آخر سيعقد مع تهامي. كما قال نائب الأمين العام لحركة «الجهاد» زياد النخالة إن حركته متفائلة جداً بأجواء الحوار، مضيفاً: «لم نجد أية تحفظات لدى الجانب المصري على الورقة الفلسطينية، وسنواصل لقاءاتنا في القاهرة». وقال إن ملف معبر رفح ستكون له تفاهمات خاصة مع الجانب المصري. وكانت حدة القتال في قطاع غزة تراجعت أمس بعدما أعلنت إسرائيل هدنة من جانب واحد لمدة سبع ساعات ما لبثت أن انتهكتها بقتل طفلة في قصف على جباليا. واغتنم الفلسطينيون الفرصة لانتشال 32 جثة من بين أنقاض المباني المهدمة، ليصبح عدد الشهداء أمس 50 فلسطينياً، ولترتفع حصيلة الشهداء إلى 1865 فلسطينياً منذ بدء العدوان. ومع انتهاء موعد الهدنة، كثفت الدبابات القصف المدفعي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، خصوصاً رفح وحي التفاح شمال شرق غزة. وتعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في بيان، مواصلة الحملة العسكرية ضد قطاع غزة حتى يعود الهدوء إلى إسرائيل لفترة طويلة. وأضاف خلال زيارة لمقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية: «نحن على وشك إنهاء تدمير الأنفاق». وأفاد موقع «واللا» العبري أن إسرائيل أعلنت الطوارئ في تل أبيب، ونشرت حواجز شرطة كإجراء احترازي. وسبق ذلك وقوع 3 هجمات في القدسالمحتلة، إذ هاجم مقدسي بجرافته حافلة إسرائيلية في الشيخ جراح، فقتل إسرائيلياً وجرح 5 آخرين، كما أطلق آخر النار على جندي في التلة الفرنسية قبل أن يلوذ بالفرار، في حين أصيب 3 مستوطنين دهساً في حي وادي الجوز. ويأتي الحديث عن تقدم على مسار التهدئة في القاهرة على وقع ارتفاع مستوى النقد الدولي لإسرائيل بعد استهداف مدرسة «أونروا» في رفح، إذ بعد أن وصفت واشنطن الهجوم ب «المروع»، دعا الرئيس فرنسوا هولاند إلى التحرك لوقف «المجازر» في غزة، فيما دعا وزير خارجيته لوران فابيوس إلى فرض حل سياسي يستند إلى «وقف للنار، وفرض حل الدولتين، وأمن إسرائيل». وكسرت روسيا صمتها، وطالبت ب «وقف نار إنساني كخطوة أولى نحو تهدئة دائمة». وأكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف لنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «ضرورة التوصل إلى اتفاق لاستبعاد تكرار العمليات التي يكون معظم ضحاياها من المدنيين الأبرياء». وفي اقتراح يعكس مدى ورطة إسرائيل في قطاع غزة، خصوصاً في اليوم التالي لانتهاء العدوان، دعا ليبرمان إلى تولي الأممالمتحدة إدارة قطاع غزة بدلاً من «حماس» فور انتهاء القتال، وهو اقتراح رفضه المسؤول في وزارة الدفاع عاموس غلعاد، مفضلاً «ترتيبات تعتمد على الردع». ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مسؤول إسرائيلي رفيع حديثه عن «توتر كبير في علاقة الجيش بالمستوى السياسي الذي شن انتقادات لاذعة لأداء الجيش وعجزه عن حسم المعركة وإعادة الهدوء للجنوب».