ذكر وزير «المناطق خارج إقليم كردستان» في حكومة اقليم كردستان محمد احسان أن التحركات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي في قضاء مخمور المتنازع عليه قرب مدينة الموصل «لا تبعث على القلق»، فيما فرضت القوات الامنية في الموصل حظر تجول في الجانب الأيسر من المدينة امس بحثاً عن مطلوبين. وقال احسان في تصريح الى «الحياة» إن «التحركات التي يقوم بها الجيش العراقي في قضاء مخمور طبيعية جداً ولا تتعدى سوى تنقل وحدات عسكرية من منطقة الى أخرى ما يقتضي مرورها في قضاء مخمور». وأوضح ان «هذه التحركات تتم بالتنسيق بيننا وبين بغداد وليس هنالك أي شيء يبعث على القلق من هذه التحركات». وكان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني كشف في تصريحات صحافية قبل يومين عن تصاعد التوتر بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، محذراً من انهما اقتربا من نشوب حرب كبيرة بينهما في منطقة مخمور في 28 حزيران (يونيو) عندما اندلعت مواجهات بين السكان الأكراد وقوات البيشمركة الكردية من جهة مع وحدة تابعة للجيش العراقي بقيادة ضابط عربي. وكان لواء من الجيش العراقي دخل قضاء مخمور المتنازع عليه، قادماً من قضاء خانقين في محافظة ديالى، في طريقه الى التمركز بموقع جديد جنوب شرقي الموصل. وسرت احاديث عن صدور اوامر للواء العراقي بالتمركز في قضاء مخمور، الا أن احسان نفى هذه الإشاعات بعد اجتماعه بوزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي في بغداد. ويعد قضاء مخمور (60 كيلومتراً جنوب غربي اربيل) من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية واقليم كردستان. يذكر ان أزمة سياسية نشبت في آب (اغسطس) عام 2008 بين الاقليم الكردي وبغداد اثر دخول قوة من الجيش العراقي الى قضاء خانقين لتنفيذ عمليات ضمن حملة «بشائر الخير» التي اطلقتها الحكومة العراقية لتعقب المسلحين في محافظة ديالى. وكان قائمقام قضاء مخمور، بالاضافة الى نظيريه في قضاء شيخان وسنجار، أعلنوا مقاطعتهم لمجلس محافظة نينوى بعد انتخاب الحكومة المحلية في كانون الثاني (يناير) الماضي، ووصول قائمة «الحدباء» الى السلطة المحلية واستحواذها على جميع المناصب الادارية الرفيعة، ما اثار حفيظة قائمة «نينوى المتآخية» ذات الغالبية الكردية التي أعلنت مقاطعتها اعمال وجلسات مجلس المحافظة وتبعتها في قرارها 16 وحدة ادارية من بينها مخمور. من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات نينوى انها فرضت حظر تجول على المركبات والدراجات في الجانب الأيسر من الموصل، من التاسعة صباح الأحد لغاية الثانية من بعد ظهر اليوم نفسه، لتنفيذ حملة بحث عن مطلوبين. لكن مدير شرطة الموصل اللواء خالد الحمداني اعلن لاحقاً تمديد حظر التجول الى اشعار آخر بعد معلومات عن دخول سيارات مفخخة الى عدد من الاحياء في المدينة.