يدخل فريقا الهلال والأهلي السعوديان المنعطف الأخير في منافسات المجموعات لدوري أبطال آسيا مساء اليوم، إذ يستضيف الهلال نظيره الغرافة القطري ضمن مواجهات المجموعة الرابعة، فيما يحل الأهلي ضيفاً على سباهان الإيراني لمصلحة المجموعة الثانية. الهلال – الغرافة مواجهة في غاية الأهمية للفريق «الأزرق» ومنعطف هام في مسيرة الفريق في النسخة الحالية، فالفوز يمنحه الصدارة مباشرة وأفضلية خوض مواجهة دور ال16 في عقر داره، فيما يعطيه التعادل أحقية التأهل، وينتظر نتيجة مباراة بيروزي الإيراني والشباب الإماراتي لتحديد صاحب المركز الثاني والوصيف، وفي حال الخسارة وفوز بيروزي سيكون الهلال خارج الحسابات تماماً، وتذهب الصدارة لبيروزي الإيراني والوصافة للغرافة القطري. الهلال في تحد ليس بالسهل للتفوق على ظروفه الفنية المتواضعة جداً في الموسم الحالي، فالفريق يعاني من تأرجح في الأداء، وسط غياب تام للهوية الفنية، فالمدرب التشيخي هاسيك يفتقد إلى شخصية المدرب القادر على إدارة الأمور الفنية، وإجبار اللاعبين على الانضباط التكتيكي داخل الميدان، فالأداء الهلالي يعطي الجماهير إيحاء بأن اللاعبين يتحركون بين جنبات الملعب بحسب رغباتهم، ما جعل المهمة سهلة في الوصول إلى المرمى الهلالي، وفي الوقت ذاته يحتاج الفريق إلى جهد مضاعف جداً لتسجيل الأهداف، في ظل رعونة المهاجم يوسف العربي، الذي يصر المدرب على الزج به في القائمة الأساسية، على رغم إثباته من مباراة إلى أخرى، أنه أفضل من يهدر الفرص على الإطلاق، إلى جانب الفوضى الكبيرة في منتصف الميدان جراء عدم تقيد اللاعبين بالمهام الموكلة إليهم، خصوصاً المغربي عادل هرماش، الذي يفشل في مساندة المدافعين على رغم أنها مهمته الأساسية وتجده يزاحم المهاجمين قرب مناطق الخصوم. الفريق الهلالي بات يعتمد على حماسة بعض لاعبيه، أمثال نواف العابد وعبداللطيف الغنام وسلمان الفرج لمقارعة الخصوم، في الوقت الذي أصبح فيه المحترفون الأجانب والمدرب التشيخي هاسيك حملاً ثقيلاً على المنظومة «الزرقاء». وعلى الضفة الأخرى، يدخل الغرافة بمعنويات عالية جداً بعد تحقيق كأس ولي عهد قطر بركلات الترجيح أمام السد السبت الماضي، ويرفع مدربه البرازيلي سيلاس شعار الفوز ولا شيء غيره، كون الفريق يحتكم على 6 نقاط في المركز الثالث، ولا مجال أمامه بالتفكير بغير الثلاث نقاط كاملة للتأهل على حساب الهلال، والفريق الغرفاوي قدم مستوى كبيراً في المواجهات الأخيرة، بفضل الأداء الرائع ل«موسيقار الوسط» المغربي عثمان العساس، ومرغني الزين وفهيد الشمري وغيرهم من اللاعبين الذين قدموا مستويات رائعة أعادت للفريق هيبته، ويفتقد الفريق «الأصفر» لخدمات مهاجمه البرازيلي تارديلي للإيقاف، وكذلك الحارس قاسم برهان وإبراهيم الغانم ولورانس لارتباطهم مع المنتخب الأول في معسكر إسبانيا، بعد أن أصر مدرب المنتخب القطري باولو أتوري على وجودهم في المعسكر، وعدم السماح لهم بمرافقة الفريق. وعلى رغم حاجة الغرافة للفوز، إلا أن مدربه لن يجازف بفتح اللعب ومجاراة أصحاب الدار، ومن المنتظر أن يحصن الدفاعات جيداً، ويبحث عن التسجيل من الهجمات المرتدة، خصوصاً أنه يعرف جيداً مدى ضعف دفاعات وحراسة الهلال وسهولة الوصول إلى المرمى «الأزرق». سباهان – الأهلي صراع مثير على صدارة المجموعة الثالثة بعد أن ضمن الفريقين التأهل إلى دور ال16، إذ يقف الأهلي في الصدارة بعشر نقاط وبفارق الأهداف عن سباهان، ما يعني أن التعادل يكفي الأهلي للعودة بصدارة المجموعة، وخوض مباراة الدور الثاني على أرضه وبين جماهيره، والمدرب التشيخي غاروليم أضطر إلى إراحة بعض العناصر الأساسية، خشية تعرضهم للإرهاق أو الإصابة، خصوصاً أن الفريق تنتظره مباراة هامة جداً في نهائي كأس خادم الحرمين الجمعة المقبل، وعلى رغم صراع الأهلي على جبهتين محلية وخارجية، إلا أنه قادر على مواصلة العطاءات المميزة، في ظل كوكبة الأسماء الشابة التي تزين أجندة غاروليم. لاعبو الأهلي يمتازون بالحماسة والقتالية طوال ال90 دقيقة، إلى جانب البحث عن التسجيل من أقصر الطرق من دون استعراض مهاري أو فلسفة قد تعطل الهجمة قرب مناطق الخصوم، وبغض النظر عن العناصر التي سيعتمد عليها المدرب، تظل الكتيبة الخضراء قادرة على العودة ببطاقة التأهل الأولى. وعلى الطرف الآخر، يسعى فريق سباهان إلى استثمار عاملي الأرض والجمهور التي دائماً ما تكون السلاح الأبرز لمدربي كل الفرق الإيرانية، عندما تلاقي الأندية السعودية، من اختلاف للمناخ وسوء أرضية الملعب، إلى جانب المحاولات الدائمة للجماهير الإيرانية لاستفزاز لاعبي الأندية السعودية، كما أن مدرب سباهان يدرك تماماً مدى الإرهاق الذي يعاني منه الأهلي إلى جانب غياب أهم عناصره، ما يجعله لا يتردد على الإطلاق في البحث عن الفوز وانتزاع صدارة المجموعة، وسباهان من أفضل الأندية الإيرانية وصاحب الحضور الاكثر في المحافل القارية، ويكفي أنه الفريق الوحيد الذي نجح في المشاركة في مونديال أندية العالم قبل سنوات عدة.