في كانون الثاني (ديسمبر) 2009 فاز الشِف البريطاني «جيمي أوليفر» بجائزة «تيد» للإبداع، ليس عن وصفاته العالمية التي تحتل مبيعاتها ككتب المراكز الأولى في أميركا وبريطانيا، أو تكريماً لمسيرته، إذ لا يزال في عمر 36، الأمر الذي لم يمنعه من امتلاك سلسلة مطاعم حول العالم، ومن المتوقع أن يكون أحدها في مدينة دبي قريباً، بل إن «أوليفر» نال الجائزة عن مجهود استمر لسبعة أعوام في إنقاذ حياة الناس الذين يموت منهم في أميركا خلال كل 18 دقيقة 4 أشخاص جراء التغذية السيئة! في البداية، كرّس «أوليفر» جهوده الغذائية لتصحيح العادات الغذائية في مدارس بريطانيا، وبعد النجاح الذي لقيه برنامجه «وزارة أوليفر للغذاء»، انتقل إلى أميركا في حملة جديدة تحت اسم «ثورة الغذاء» اقتحم خلالها «أوليفر» مطابخ الكافتيريا، ومطاعم المدارس، محدثاً نقلة نوعية فيما يُقدّم من وجبات سيئة، دون تقليل من المذاق الجيد. ويومياً تمتلئ وسائل الإعلام المحلية بكافة أنواعها بمختلف أنواع التحذيرات والتعليمات بشأن الغذاء السليم، والمكونات الصحية المطلوبة لكل عمر، عدا عن حديث المجالس، ومختلف أنواع البرودكاستس التي تصل يومياً عن ضرر جديد لصنف من الطعام، أو خبر تسمم في مطعم معروف، وعلى رغم ذلك لا تمر فترة وأخرى دون افتتاح مطعم جديد محلي أو تابع لسلسلة عالمية، دون معايير واضحة للصحة العامة، أو معدلات السمنة، وأمراض الغذاء السيئ. على مستوى الأسرة: الأم تلوم الوجبات السريعة، والأب يلوم عدم ثبات وقت أو كمية الوجبات، والأبناء يتجاهلون كل ما سبق في سبيل كومبو معتبر! على مستوى غالب الجامعات السعودية انتشرت فروع لمطاعم الوجبات السريعة والمقاهي، وبأسعار مضاعفة للوجبات، والأسعار ليست مثار الحديث الآن، على رغم أن ارتفاعها لم يحد من شرائها، هذا التنوع الحاصل يزيد المنافسة، وجذب الزبائن خلال ساعات الدوام، لكن ما يمكن الجزم به أن الأمر لم يكن بحسب الخيارات الصحية. فمنذ ساعات الصباح الأولى تصطف وجبات الدجاج واللحم السريعة في واجهة الكافتيريات، عدا عن القهوة العربية والحلويات، وغير ذلك من مزاجات غذائية، لا تستند إلى أي مقياس صحي. إن الحلول لا تتركز في الإرادة فقط كما يدعي المختصون، وإلا لاستطاع كل من ينوي البدء في برامج الحمية اصطياد يوم السبت الذي لا يأتي. الأمر يرتبط بالنظرة التي نحترم فيها أجسادنا، وما ننويه معها من علاقة جيدة طويلة المدى، وبالتأكيد التراكم الذي تصنعه الأسرة في نوع وكمية ووقت الوجبات العائلية، وصولاً للسنّ الذي يصنع فيه الفرد خياراته الخاصة. يقول «جيمي أوليفر»: إن معدل حياة أطفال اليوم سيقل 10 أعوام عن ذويهم؛ بسبب غذائهم السيئ! من ناحية أخرى، لحظة وصل «ديلفري» المطعم، سأكمل لكم لاحقاً قبل أن تبرد الوجبة، أو يفتر المشروب الغازي! manal_Alawibeel@