عشية الذكرى ال 64 للنكبة الفلسطينية، شهدت جامعة تل أبيب تظاهرتين حاميتين، الأولى لمئات الطلاب العرب ومعهم طلاب يهود يساريون أحيوا النكبة بفعاليات متنوعة داخل الحرم الجامعي وحملوا صور لاجئين ولافتات تؤكد التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والثانية لطلاب يمينيين وأقطاب اليمين المتطرف بقيادة النائبيْن الأكثر تطرفاً في الكنيست ميخائيل بن آري وأريه إلداد، والذين تجمهروا للرد على تظاهرة العرب وحاولوا التخريب على فعالياتهم وإسقاط منصة الاحتفالات. وانفلت الناشط اليميني من جماعة «كهانا حي» العنصرية المحظورة باروخ مارزل نحو المتظاهرين العرب ليقول إن «يوم الحداد لدى العدو هو يوم فرح لنا... نتمنى لأعدائنا الذين هزمناهم نكبات كثيرة». واندلعت مشاحنات ومواجهات بين الجانبين وتدخلت الشرطة واعتقلت طالباً عربياً وناشطاً يمينياً. وانتقلت الأجواء المتوترة إلى لجنة التعليم البرلمانية للكنيست التي بحثت بطلب نواب من اليمين في التصريح الذي منحته إدارة الجامعة للطلاب العرب للتظاهر. وهاجم نواب اليمين إدارة الجامعة تل أبيب والنواب العرب على دعمهم إحياء ذكرى النكبة، فسخنت أجواء الاجتماع وعلا الصخب والصراخ وتبادل المشادات الكلامية بلغت حد الشتائم والإهانات الشخصية. ونعت اليمينيون زملاءهم العرب ب «الخونة» و «ممثلي الإرهابيين»، وتمنى بعضهم «المزيد من النكبات» للفلسطينيين. وقال أحد النواب المتطرفين للنواب العرب: «لو كنتم تعيشون في الدول المجاورة لإسرائيل لما تجرأتم على فتح أفواهكم، إذ كنتم ستُعلّقون في الميادين أيها الإرهابيون». ورد عليهم النواب العرب بنعتهم ب «الفاشيين». على صلة، يحيي فلسطينيو عام 1948 ذكرى النكبة اليوم بإضراب شامل في البلدات العربية يشمل مؤسساتها المختلفة والمحال التجارية، وذلك بقرار من «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» التي تنضوي تحت سقفها جميع الفعاليات السياسية والمدنية في الداخل. ويشمل الإضراب المدارس، على رغم تحذير وزارة التعليم الإسرائيلية المعلمين من المشاركة في الإضراب. ورد «الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب» على تهديد الوزارة بتأكيد دعمها الإضراب، ودعت الطلاب إلى الالتزام به «في هذه الذكرى الوطنية، وهي مناسبة لصوغ وعي طلابنا الجماعي من خلال تعزيز انتمائهم الوطني الجامع، فالوعي الجماعي والانتماء الوطني هو السد المنيع أمام تغلغل الظواهر السلبية في مجتمعنا من عنف وجريمة»، مشيراً إلى أن «إضراب الأسرى والسجناء السياسيين من أبناء شعبنا الفلسطيني عن الطعام ومعركة الأمعاء الخاوية، في صلب قرار الإضراب العام».