أجمع خبراء عراقيون على أن الكويت ستستفيد مباشرة من إتفاق الشراكة الذي وقعه العراق مع الاتحاد الأوروبي. وبموجب إعلان الشراكة يلتزم العراق توريد الغاز على المدى الطويل إلى الإتحاد الأوروبي في حين توفر المفوضية الأوروبية فرص وصول البضائع العراقية إلى أسواقها. في هذا المجال، رأى عميد كلية العلوم السياسية في «جامعة بغداد» رئيس «مركز العلاقات العراقية - الأوروبية» عامر حسن الفياض في حديث الى «الحياة"، أن هناك محاذير من التمادي في عقد الاتفاقات الإستراتيجية لافتاً إلى إن أي اتفاق يجب ان يعود بالفائدة على الأطراف الموقعة. وقال «لكن عند الحديث عن الإتحاد الأوروبي والعراق فإننا نتحدث عن قوة صغيرة تقابل وحدة سياسية واقتصادية عملاقة وسيفقد التوازن في المصالح المتبادلة، لكنها ستكون مفيدة عموماً». وأوضح إن الاتحاد الأوروبي قطع أشواطاً متقدمة وبالتالي فإن الطرف الأصغر سيكون مستفيداً». ولفت إلى أن العراق بعد عام 2003 أصبح سوقاً للفرص الإقتصادية والإستثمارية، ما يدفع الأطراف الخارجية إلى التسابق للحصول على هذه الفرص. في المقابل يحتاج العراق إلى خبرات ورأس مال. ورأى الفياض أن الإتفاق مع الإتحاد الأوروبي «سيصب في مصلحة الكويت وأيضا العراق، الذي لا يتمتع بعلاقات جيدة مع الخليج، وهنا ستكون الكويت نافذة لتطوير العلاقات مع الخليج أما بالنسبة إلى الكويت فسيكون العراق نافذة لها أمام أوروبا». ميناء مبارك وأشار إلى إن ميناء مبارك أكبر بكثير من حاجات الكويت، وقد صمم أصلاً ليكون منفذاً لأوروبا وهنا لا بد من تطوير التواصل مع العراق عبر طريق بري أو مشروع السكك الحديد التي تربط موانئ الجنوب بأوروبا عبر تركيا. وفي ما يخص مد أوروبا بالغاز العراقي، اعتبر أن أوروبا تطمح الى أن يكون الغاز العراقي بديلاً أو صمام أمان في حال انقطاع إمداداتها من الغاز من مناطق أخرى. وتوقعت وزارة النفط العراقية الوصول خلال سنوات بإنتاج الغاز إلى 700 مليون قدم مكعبة يومياً، ومضاعفة هذه الكمية بعد توقيع ثلاثة عقود لإستثمار اكبر حقول الغاز العراقية. بينما يقدر احتياط البلد المؤكد بأكثر من ثلاثة بلايين متر مكعب. وسبق لإيران أن وقعت إتفاقاً ثلاثياً مع العراق وسورية لمد أنابيب غاز لسورية كمرحلة أولى يتبعها الربط مع تركيا ثم أوروبا، بخاصة أنها تملك ثاني أكبر احتياط عالمياً. وتنتج إيران 600 مليون متر مكعب من الغاز يومياً منها 37 مليوناً يجري تصديرها. وأكد وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم في تصريح الى «الحياة" أن العراق سيكون المستفيد الأول من الأنبوب الإيراني للغاز، ولم يستبعد ربطه بأوروبا خصوصاً أن العراق وقع اتفاقاً العام الماضي مع منظومة الغاز العربية.