كشف الدكتور صالح الغامدي عن تبني جامعة الملك سعود كرسي الأدب السعودي، في سابقة تعد الأولى على مستوى الجامعات السعودية كلها. وقال المشرف على الكرسي الدكتور صالح الغامدي، إن هذا الكرسي هو الأول والوحيد على مستوى الجامعات السعودية، مشيراً إلى أنه جاء بتوجيه من مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان، «إدراكاً من الجامعة لأهمية الأدب العربي السعودي في الدراسات البحثية الحديثة، وأيضاً من خلال الحرص على تجسير العلاقة بالمجتمع ممثلاً بمؤسساته الرسمية والأهلية؛ إذ كان اللقاء بين مدير الجامعة وأعضاء مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي، في سياق التعاون المشترك بين الجامعة والنادي، هو العتبة الأولى نحو تأسيس كرسي للأدب السعودي، ضمن برنامج كراسي البحث بالجامعة. وتنبع أهمية هذا الكرسي من كونه رافداً مهماً للبحث والنقد والتفاعل في الخطاب أو المشهد الأدبي العربي السعودي». وحول ما سيعكسه من أثر إيجابي في الأدب السعودي وحضوره في الجامعة، قال الغامدي ل«الحياة»: «يتحقق أثر هذا الكرسي إيجابياً من خلال النظر إلى أهدافه التي استدعت حضوره وفاعليته في الجامعة؛ من خلال أهداف عدة منها: تعزيز الانتماء الوطني من خلال دراسات الأدب السعودي، وربط الأدب العربي السعودي بالهوية العربية الإسلامية للأمة، وتهيئة البيئة العلمية والبحثية المناسبة، ورصد جميع الدراسات والأبحاث التي تعنى بالأدب السعودي محليًا وإقليميًا وعالميًا، وإثراء المكانة العلمية والبحثية للأدب السعودي، وتشجيع العلماء والباحثين على الإسهام في الأبحاث والدراسات، وبناء جسور التواصل بين الكرسي والمؤسسات الأكاديمية والثقافية داخليًا وخارجيًا، والإسهام في خدمة المجتمع بعقد اللقاءات، والمحاضرات، وحلقات النقاش، والندوات، والمؤتمرات... المتخصصة، وتقديم استشارات ولقاءات علمية في مجال الأدب السعودي». وفي ما يخص كيفية التعامل مع النصوص الأدبية ومع الأدباء أنفسهم، أي ما المعايير التي سيحتكم إليها القائمون لاختيار النصوص أو الدراسات، أشار إلى أن الكرسي «سيهتم بكل أشكال الإبداع الأدبي السعودي: الرجالي والنسائي، الشبابي وما كتبه الأدباء المرموقون. ويخضع هذا الاهتمام لمعايير اختيارات الباحثين والباحثات وفق رؤاهم الموضوعية العلمية، ومناهجهم المنفتحة تجاه أي نصوص أدبية إبداعية، وأيضاً لما يقره الكرسي من معايير ومشاريع بحثية فردية أو مشتركة، وما تدعمه المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة من مشاريع تعود بالنفع على أدبنا الوطني». ولفت إلى أن الكرسي «وضع أمام عينية عددًا كبيراً من المشاريع المهمة التي لا بدّ من أنها ستخدم أدبنا داخلياً وخارجياً، ومن ذلك - على سبيل المثال: ترجمة أدبنا، والاهتمام بنشره في الخارج، وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وحلقات النقاش، وإصدار موسوعة شاملة تُعنى به، وإصدار دورية علمية مختصة، والاهتمام بالرسائل العلمية، والاهتمام بالدراسات الأدبية الميدانية، وتوثيق جميع الدراسات والأبحاث التي تعنى بالأدب السعودي محليًا وإقليميًا وعالميًا ورقيًا وإلكترونيًا، والتواصل مع الأكاديميين في الجامعات السعودية والنوادي الأدبية، وعقد شراكات بين الكرسي والمؤسسات العلمية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وتكريم الدارسين والرواد الأوائل، وإجراء دراسات مسحية شمولية، والمشاركة في تأليف الكتب الدراسية التي تعنى بالأدب لمراحل التعليم العام والجامعي...إلخ». وعما إذا كانوا يواجهون تحديات من أي نوع، قال الغامدي: «مشاريعنا وطموحاتنا كبيرة، وهي بكل تأكيد تواجه تحديات وصعوبات عدة؛ لعلّ من أبرزها الدعم الكافي لتنفيذ هذه المشاريع التي يسعى الكرسي إلى القيام بها، أو ما يُقترح عليه من مشاريع أخرى في سياق التطوير التفاعلي للبحث في هذا المجال مستقبلاً. ومعروف أن الجامعة توفر بيئة تشجيعية مناسبة لكراسي البحث، وتدعم الكراسي دعماً مبدئياً، ثم لا بدّ من أن تكون هناك جهات مانحة رسمية وأهلية من خارج الجامعة، تقدم الهبات والتبرعات لأي كرسي بحث. سنسعى إلى تذليل العقبات، ونأمل بأن نحصل على تمويل من جهة أو جهات عدة، حيث يسهم هذا التمويل في تنفيذ هذه المشاريع الطموحة، التي يتبناها الكرسي، في جامعتنا التي تعد رائدة في مجال البحث العلمي، خدمة لوطننا وأمتنا». وقال عضو اللجنة الدكتور سعد البازعي إن كرسي الأدب السعودي «يستطيع أن يسهم في دعم الأدب السعودي إبداعاً ونقداً وبحثاً»، مشيراً إلى أنه رأى في خطة عمل الكرسي «ما يبعث على التفاؤل، وفي تقديري أن نجاح الكرسي يعتمد على عاملين: القدرات العلمية الموفرة لها ولا أظن أن ثمة مشكلة هنا والإمكانات المالية والإدارية، وهذا متوفر جزئياً فيما يبدو. بشكل عام أتوقع أن يكون للكرسي دور في دعم الحركة الثقافية عموماً والأدبية خصوصاً». يذكر أن لجنة الكرسي تضم أيضاً الدكتورة ميساء خواجا والدكتور عبدالله المعيقل.