دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - حض رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية الجنرال النروجي روبرت مود كل الأطراف في سورية طالباً مساعدتهم لوقف العنف من أجل إنجاح خطة كوفي انان. وشدد مود، الذي تولى أمس مهماته رئيساً للبعثة الدولية المنوط بها مراقبة التزام كل الأطراف تنفيذ خطة انان، على أنه من دون التزامهم بنود خطة انان لن يتحقق شيء على الأرض، وقال: «لا يمكن المراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم». وتزامن وصول مود إلى دمشق مع تحذير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر من أن خطة انان «في خطر»، قائلاً: «من الاهمية بمكان اذاً ان يتم تطوير البعثة سريعاً». وعلى رغم مواصلة المراقبين زيارتهم لعدد من المدن ومن بينها اللاذقية وأحياء في حمص ضمنها حي الخالدية «قلب الاحتجاجات» في المدينة، واصل الجيش السوري عملياته الأمنية ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً. ولدى وصوله لتسلم مهماته، دعا مود السوريين إلى «مساعدة» البعثة الدولية، قائلاً في تصريحات للصحافيين في مطار دمشق «أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات... من أجل إنجاح خطة كوفي انان». وأضاف: «سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط التي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ». وتابع: «لتنفيذ ذلك، لدينا الآن 30 مراقباً على الارض، ونأمل بأن يتضاعف العدد في الأيام المقبلة ... وان يصل سريعاً الى ثلاثمئة». وشدد مود «سنعمل مع كل الاطراف على تنفيذ الخطة»، مضيفاً: «لا يمكن المراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم، على كل الاطراف ان يوقفوا العنف وان يعطوا (العملية) فرصة». وعن بطء عملية انتشار المراقبين، قال رئيس البعثة إنه ليس هناك بطء، بل «ان استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في افريقيا... وآسيا، امر معقد» يتطلب وقتاً. وتعارض سورية نشر مراقبين من دول تعتبرها منحازة للمعارضين في ذلك البلد، وبينهم مراقبون من بعض الدول الاوروبية واميركا ودول بالشرق الأوسط. وكان الناطق باسم بعثة المراقبين الدوليين في سورية نيراج سينغ قال أمس إن مود «سيتسلم قيادة فريق المراقبين على الفور». وأشار سينغ الى ان أعضاء بعثة المراقبين في حمص وسط سورية ودرعا جنوباً وادلب شمالاً «يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق الموجودين فيها»، مضيفاً ان الفريق الموجود في دمشق يعمل من اجل تحضير الارضية للبعثة الموسعة. وزاد ان الفريق يرسل ملاحظاته عن الوضع الى كوفي انان. وفي دليل اضافي على صعوبة مهمة مود، قال ناشطون إن الجيش واصل عملياته في مناطق عدة وان ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا امس في اطلاق نار وقصف. ووفق النشطاء سقط القتلى في دير الزور وحمص ودمشق وريف دمشق وحماة وإدلب ودرعا، كما قتل أربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري بريف حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودخل المراقبون الدوليون أمس حي الخالدية ابرز معاقل المعارضة و «قلب الاحتجاجات» في المدينة، للوقوف على الوضع الانساني والأمني في الحي الذي يعتبر اكثر الأحياء التي تعرضت لقصف القوات السورية خلال الاشهر الماضية. ويقول ناشطون إن ما لا يقل عن 50 في المئة من مباني الحي دمرت بسبب القصف المتواصل. وفيما لم يدل المراقبون بتصريحات من الخالدية، قال ناشطون إن الفريق الدولي جال في الحي ووقف على حجم الدمار في شوارع عدة «تحولت إلى اطلال» بسبب شدة القصف خلال الاشهر الماضية. وإضافة إلى حي الخالدية، زار المراقبون مدينة اللاذقية بعد ساعات من تسجيل اشتباكات فيها بين السلطات والمعارضة. وقال نيراج سينغ إن «البعثة الدولية زارت مدينة طرطوس بعدما زارت أولاً حمص وحماة في إطار مهمتها، وأجرت لقاءات مع جميع الأطراف في إطار التهيئة لوصول بعثة المراقبين الموسعة (المؤلفة من 300 مراقب عسكري غير مسلحين)». وقال مصدر محلي في طرطوس إن «5 من المراقبين الدوليين وصلوا الى المدينة والتقوا المحافظ لمدة ساعة بعيداً من وسائل الإعلام». وأضاف أنه «لدى وصول وفد المراقبين الى مبنى المحافظة تجمّع المئات من أبناء المدينة، وأشار الى أن «المراقبين اكتفوا بإلقاء التحية ولم يتحدثوا مع أحد». في موازاة ذلك، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن إلقاء قوات الامن القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حي الميدان بدمشق. وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت قوات الامن السوري تحمل المسدسات والسيوف في مناطق حي الميدان في دمشق لتخويف المتظاهرين ومنع تشييع عدد ممن قتلوا خلال الايام الماضية. وقالت الهيئة إن الجيش السوري قصف قرى في منطقة القصير بريف حمص وان مروحيات الجيش قصفت ايضاً قرية سوحة وعقيربات في حماة، كما اقتحمت قوات النظام حي الأربعين في حماة وشنت حملة اعتقالات، وقصفت قرى عندان وخان طومان في ريف حلب. وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت قريتي جوسية والنزارية التابعتين لبلدة القصير. وفي إدلب تحدث ناشطون عن اقتحام قوات النظام قرية عين لاروز في جبل الزاوية وعن إطلاق نار كثيف في بلدة أريحا. وفي ريف دمشق قال ناشطون إن بلدة زملكا شهدت إطلاق نار كثيفاً وإن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات في دوما.