بكين، واشنطن - رويتزر، ا ف ب - حذر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس، من ان تصاعد العنف في سورية قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد إلى «حرب أهلية»، معرباً عن تأييده لخطة المبعوث الاممي العربي للأزمة كوفي انان. وأضاف العربي ان تصاعد العنف في سورية -حيث كبدت اراقة الدماء المستمرة منذ 14 شهرا البلاد أكثر من 11 آلف قتيل- قد يستفحل ليصل الى بلدان مجاورة. وقال العربي للصحافيين بمكتب الجامعة في بكين: «سيفضي تصاعد العمل العسكري في سورية الى حرب أهلية في البلاد وهو الأمر الذي لا يريد احد ان يراه». وأضاف «لا أظن ان السوريين يستحقون شيئاً مثل ذلك». وقال العربي إن احتمال تصاعد العنف «يمنح زخماً لتأييد خطة أنان للتيقن من ان القتال سيتوقف». وتتألف خطة انان من ست نقاط، منها وقف اطلاق النار ونشر المراقبين والسماح بحرية دخول الصحفيين والمعونات الانسانية. وتم نشر نحو 60 مراقباً وموظفاً مدنياً في سورية، إلا أن العنف لا يزال مستمراً منذ موعد بدء سريان الهدنة في 12 نيسان (ابريل) الماضي. ومضى العربي يقول إنه لن يسعى الى دفع الصين كي تمارس مزيداً من النفوذ على الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه دعا بكين الى مواصلة تأييد خطة انان. وقال: «الصين بلد لا يمكن ان يضغط عليه أحد». وأضاف: «لن تحاول جامعة الدول العربية الإقدام على ذلك، لان ذلك يخالف الأعراف». واجتمع العربي صباح امس مع شي جين بينغ نائب الرئيس الصيني-المتوقع على نطاق واسع ان يكون الرئيس القادم للبلاد- ووزير الخارجية يانغ جيه تشي. واعترضت الصين وروسيا على خطوات داخل الاممالمتحدة لمعاقبة النظام السوري وهو الموقف الذي قوبل بغضب من جانب دول عربية وغربية. ورحبت بكين وموسكو ايضاً بتعهدات الأسد بإجراء إصلاحات في البلاد. وتأتي تصريحات العربي بعد ساعات من تحذيرات مماثلة للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. وكان بان قال اول من امس ان الأسرة الدولية تقوم «بسباق مع الزمن» لتحاشي اندلاع حرب اهلية في سورية. وفي خطاب ألقاه عشية اجتماع لمجلس الأمن حول سورية، ندد بان ب «وحشية» قوات الرئيس بشار الأسد، وأشار أيضاً الى أن الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد «تكثفت». وقال: «نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب اهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة»، معتبراً ايضاً ان الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الاممالمتحدة لمواصلة قمعها. وأضاف بان في هذا الخطاب الذي ألقاه امام معهد «أتلانتك كاونسل» للأبحاث في واشنطن ان «الحكومة السورية تواصل قمع شعبها». وأوضح ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق في 12 نيسان غالباً ما ينتهك بالرغم من وجود اكثر من ستين مراقباً للأمم المتحدة. وأشار الى ان عدد المراقبين ال300 الذي وافق مجلس الامن على إرسالهم الى سورية سيكتمل قبل نهاية الشهر. وأكد «أنها مهمة صعبة في ظرف صعب. ندرك المخاطر التي سيواجهها هؤلاء المراقبين الشجعان. نعلم ان المواطنين السوريين الذي يتحدثون اليهم قد يتعرضون لأعمال انتقامية ونعلم طبيعة النظام الذي قد يستغل وجود البعثة (الاممالمتحدة) كي يخطط لأعمال عنف اخرى». وجدد بان التأكيد على انه يتوجب على الحكومة السورية ان تطبق النقاط الست من خطة انان «بدون المزيد من التأخير». وكان من المقرر ان يقدم أنان تقريراً جديداً عن وساطته أمام مجلس الامن ليلة امس من خلال الفيديو من جنيف. وقال دبلوماسي غربي في الاممالمتحدة: «سوف نرى ما اذا كان انان سيقدم مؤشرات عن ان خطتها لا تعمل». وقال دبلوماسي آخر: «من الصعب التصور ان المعارضة بإمكانها الموافقة على الحوار (مع الحكومة السورية) إذا اطلق النار عليها وتعرضت للقصف والتعذيب».