دمشق، بكين - «الحياة»، رويتزر، أ ف ب - أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والصيني يانغ جيه تشي عبرا خلال محادثاتهما في بكين أمس عن «دعم» مهمة المبعوث الأممي -العربي كوفي أنان و «حرصهما على إنجاحها لا سيما وقف أعمال العنف وإطلاق عملية حوار سياسي» في سورية. فيما نقلت رويترز عن المعلم في مؤتمر صحافي في بكين إن وجود 250 فرداً في قوة المراقبة الدولية بسورية «أمر معقول»، متسائلاً: «نحن لا نعلم لماذا يريدون استخدام سلاح الطيران... ومع ذلك إذا كان هناك حاجة في مثل ذلك فنحن على استعداد لاستخدام السلاح الجوي السوري تحت تصرفها» (بعثة المراقبين). وأضاف المعلم: «كما فهمنا فان المطلوب هو حوامات لإخلاء الجرحى. وإذا كان هذا هو المطلوب فلدينا تجهيزات في سلاح الجو قادرة على القيام بهذه المهمة». وشدد المعلم على أن الالتزام بخطة أنان: «لا يلغي الدفاع عن النفس وعن الممتلكات العامة والخاصة». وتأتي تصريحات المعلم في أعقاب إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس أن 250 مراقباً دولياً قد لا يكون كافياً لتغطية الأراضي السورية، موضحاً أنه سيقدم مشروع قرار أمام مجلس الأمن يتضمن زيادة عدد المراقبين وتزويدهم بطائرات من الاتحاد الأوروبي لدعم مهمة المراقبين في الرصد والمراقبة. وقالت (سانا) إن المعلم ويانغ أجريا محادثات «ضمن إطار التشاور عالي المستوى الذي تجريه سورية في شكل مكثف مع الصين حول الأزمة في سورية ودور الصين في مجلس الأمن الداعم لسيادة سورية والحريص على استقرارها، إذ أعرب المعلم عن امتنان سورية قيادة وشعباً وتقديرها لموقف الصين المبدئي والثابت الداعم لسورية في المحافل الدولية»، مشيراً إلى أن هذا الموقف «أعاد الأمل والتوازن إلى ساحة السياسة الدولية». وتابعت الوكالة الرسمية أن الوزيرين بحثا «تطورات الوضع الراهن على الساحة السورية، حيث قدم الوزير المعلم عرضاً وافياً حول الأحداث الراهنة، واستعرض الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإنجاز برنامج الإصلاح الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد»، مشيراً إلى «تصاعد وتيرة أعمال العنف التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بما يشكل خرقاً لالتزاماتها بخطة أنان». وإذ أكد الوزير الصيني حرص بلاده على «وجوب احترام سيادة سورية وسلامة أمنها ووحدة أراضيها»، أفادت «سانا» أن الوزيرين «عبرا عن دعمهما لمهمة أنان وحرصهما على إنجاحها ولا سيما وقف أعمال العنف وإطلاق عملية حوار سياسي» وأنهما «بحثا في العلاقات الثنائية المتميزة القائمة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في كل المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين، وأكدا حرصهما على تطوير التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية بينهما». وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الجانب الصيني «أكد رفضه للعقوبات أحادية الجانب التي تفرضها بعض الدول على سورية» والى أن الطرفين اتفقا على «ضرورة استمرار التنسيق والتواصل القائمين بين البلدين الصديقين». وقال يانغ نقلاً عن نظيره السوري إن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم... قال إن سورية ستواصل... احترام وتنفيذ اقتراح أنان الذي يتألف من ست نقاط». وأضاف يانغ في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن دمشق «ستواصل تطبيق التزاماتها في مجال وقف إطلاق النار وسحب القوات». وتابع أن المعلم أكد أيضاً أن دمشق ستواصل التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين الذين أرسلوا إلى سورية لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار. وكان المبعوث الصيني الخاص بشؤون الشرق الأوسط وو سي كه قد ذكر لصحيفة «تشاينا ديلي»: «لكون الهدنة ما زالت هشة جداً، فستستمر الصين باتصالاتها مع الحكومة وقوى المعارضة لحضهما على تعزيز الهدنة والتعاون مع مراقبي الأممالمتحدة والدخول في حوار سياسي».