روما - ا ف ب - إنجاز كبير حققه يوفنتوس بإحرازه لقب الدوري الايطالي لموسم 2011-2012 بعدما صبت الترشيحات في بداية الموسم في مصلحة ميلان حامل لقب 2011 وانتر ميلان بطل أوروبا 2010، لكن فريق المدرب انطونيو كونتي قلب الطاولة على قطبي ميلان وضرب بيد من حديد محرزاً لقبه ال28 في تاريخه. لكن الانجازات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ يقف يوفنتوس على بعد مباراة واحدة يواجه فيها ضيفه اتالانتا الاحد المقبل، لينهي الموسم من دون أية خسارة، إذ حقق حتى الآن 22 فوزاً و15 تعادلاً في 37 مرحلة. سار كونتي على خطى غريمه في هذا الموسم مدرب ميلان ماسيميليانو اليغري، إذ قاد الأخير «روسونيري» الموسم الماضي إلى لقبه الأول بعد 7 سنوات بعمر ال43 وفي موسمه الأول مع الفريق «اللومباردي». تكرر السيناريو هذا الموسم، لكن لقب «سيري أ» انتقل إلى مدينة تورينو الصناعية، ليعيد كونتي ال«سكوديتو» (لقب الدوري) إلى كنف السيدة العجوز للمرة الأولى منذ 2003، في موسمه الأول أيضاً وبعمر ال42، كان لافتاً استدعاء الفريقين العريقين للمدربين الشابين، بعدما اشتهرا سابقاً بإشراف المدربين الكبار السن وأصحاب الخبرة الطويلة، كما أن انتر ميلان سار على النهج عينه ولو متأخراً، عندما استبدل المدرب «الدوار» كلاوديو رانييري باندريا ستراماتشوني (36 عاماً) المدرب الشاب الذي يكبره بعض لاعبي الفريق الذي يحتل المركز السادس راهناً قبل مرحلة على نهاية الموسم. خرج يوفنتوس من بئر العار الذي ضربه في فضيحة «كالتشوبولي» الشهيرة عام 2006 للغش والتلاعب بنتائج المباريات، إذ جرد من لقبيه عامي 2005 و2006، ما فتح نقاشاً كبيراً حول عدد الألقاب التي أحرزها حتى الآن: 28 أو 30 لقبا؟ وبحسب الأرقام الرسمية، أحرز يوفنتوس 28 لقباً حتى الآن، لكن جوزيبي ماروتا المدير العام للنادي الأكثر شعبية في ايطاليا يصر على أن «يوفي» أحرز 30 لقباً، ما يعني ثلاثة نجوم على قميصه (نجمة لكل 10 ألقاب). كان كونتي ديبلوماسياً عندما رد بعد فوز فريقه على كالياري 2-صفر أول من أمس: «بالنسبة إلي انه (اللقب) الأول لي كمدرب، نحن في غاية السعادة، أن ننهي الموسم من دون أية خسارة هو حدث تاريخي». وعادل يوفنتوس بفوزه الأحد رقم ميلان القياسي بعدم التعرض لأية خسارة في 42 مباراة في جميع المسابقات، وبحال تخطي اتالانتا سينفرد بهذا الرقم. بيد أن ماروتا أصر على فتح جروح الغش القديمة: «من دون أي شك هذا اللقب الرقم 30، حتى أننا كتبنا ذلك على أوراق قناني الشمبانيا لأننا فزنا 30 مرة». أما حارس المرمى جانلويغي بوفون الذي ارتكب هفوة في مباراة لتيشي كادت تطيح بآمال فريقه، فأصر أيضاً على أحقية فريقه باللقب ال30: «اشكر كل لاعبي انتر (لفوزه على ميلان 4-2). اعرف (الأرجنتيني) خافيير زانيتي، وقد طلبت منه المساعدة وعدم القيام بأية هفوة». وتابع بوفون: «إنها اكبر فرحة لي بعد الفوز بكأس العالم 2006. لقد أحرزت خمسة ألقاب، لكن اذا احتسب لي ثلاثة، ماذا يمكنني أن افعل؟». كان يوم الاحد فرصة مثالية للقائد اليساندرو دل بييرو (37 عاماً) لإنهاء مسيرته بأبهى حلة، وهو اعتبر أن هذا التتويج عوض هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية على اثر الفضيحة المذكورة: «اليوم لقد عوضنا الكثير، ابتداء ما حدثنا معنا عام 2006»، وعن مسيرته الرائعة، قال «بينتوريكيو»: «إنها خاتمة غريبة، لكني استمتع بها، بعد اللعب في الدرجة الثانية، لقب اليوم كان طعمه مميزاً». أضاف يوفنتوس اللقب ال28 في الدوري إلى سلسلة ألقابه التي تتضمن كأس ايطاليا 9 مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حالياً) 3 مرات وكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة والكأس السوبر الأوروبية مرتين والكأس القارية للأندية مرتين. كونتي... رجل المهمات الصعبة منذ عودة «السيدة العجوز» إلى الدرجة الأولى، لم يتوصل إلى نجاعة تشكيلته الحالية سوى بعد تبديل أربعة مدربين في أربعة مواسم، قبل العثور على كونتي، وبعد الاستغناء عن بعض النجوم الكبار على غرار البرازيليين دييغو واماوري وفيليبي ميلو معتمداً على لاعبين بمعظمهم عاديين مع منتخباتهم الوطنية. نجح كونتي الذي قاد باري إلى لقب الدرجة الثانية عام 2009 وسيينا إلى الدرجة الأولى بعدها بموسمين، بخلق تشكيلة متجانسة، وإدخال روح الحماسة في قلوب اللاعبين التي ظهرت خلال الاحتفال باللقب، إذ كادت عروق لاعب الوسط السابق، الذي أمضى 13 عاماً مع يوفنتوس، تقفز من وجهه نظراً لشدة فرحته وإيماناً منه بنجاح مهمته الصعبة. نواة صلبة بناها كونتي تكونت من لاعبي الوسط الأنيق اندريا بيرلو الذي تخلى عنه ميلان العام الماضي، والتشيلي ارتورو فيدال احد انجح تعاقدات الفريق الأبيض والأسود من باير ليفركوزن الألماني، وكلاوديو ماركيزيو الذي لعب دوراً تهديفياً حاسماً في بعض المباريات، إضافة إلى المهاجم اليساندرو ماتري والحارس العملاق جيجي بوفون. صحيح أن يوفنتوس يسعى لتبييض سجله هذا الموسم بإنهائه من دون خسارة، لكنه نجح بمهمة معنوية أصعب وهي الانطلاق في مسيرة تبييض سجله الأسود الذي ضربه عام 2006 في فضيحة التلاعب بالنتائج.