حذّر شيوخ العشائر العربية في محافظة ديالى من إثارة فتنة عرقية بعدما دعا نظراؤهم من الأكراد الى نشر قوات من «البيشمركة» في ناحيتي السعدية وجلولاء التابعتين للمحافظة، بزعم حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها. وقال مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي، إن «نزوح العائلات الكردية ما زال مستمراً بسبب الاستهداف المتواصل والتردي الامني في البلدتين». وأضاف أن «نسبة الأكراد تراجعت في الناحية من 40 في المئة الى 10 في المئة بسبب ضلوع جهات سياسية في تردي الامن في المناطق التابعة لقضاء خانقين. وفي حين أكد القيادي في حزب الرئيس جلال طالباني الملا بختيار، أن «1400 أسرة كردية نزحت في غضون الاشهر الاخيرة، وأن اكثر من 800 مواطن كردي قتلوا خلال عامين في ناحيتي السعدية وجلولاء، بسبب تردي الأمن في مناطق حمرين التي تحولت إلى معاقل وملاذات آمنة لتنظيم القاعدة». ودعا شيوخ عشائر أكراد (شيعة) إلى «إرسال لجنة حكومية لتقصي الحقائق والاطلاع على التهجير في ناحية السعدية». وأوضح الشيخ بشير الفيلي ل «الحياة»، أن «استهداف الأكراد مستمر منذ انتهاء عمليات بشائر الخير الأمنية عام 2008، ومعظم المسؤولين الأكراد تركوا الناحية بعد تفجير منازلهم واستهداف عائلاتهم». ودعا «حكومة إقليم كردستان الى ارسال قوات من البيشمركة، لطمأنة الأسر الكردية والحد من هجرتها». لكن العشائر العربية حذرت من «استقدام البيشمركة الى بلدات ديالى بدعوى حماية الأسر الكردية»، محذرة من «سيطرة الأكراد على المناطق المختلف عليها في ظل الخلافات المستمرة مع الحكومة». وشدد الشيخ بلاسم يحيى الحسن (شيخ عشائر تميم في ديالى) على «ضرورة ارسال قوات نظامية لفرض الامن في المناطق المختلف عليها بين الحكومة والاكراد وعدم تفرد الاكراد بالسيطرة على هذه المناطق». واضاف: «سيكون لنا موقف من أي وجود غير نظامي او متفق عليه بين وزارة الدفاع والحكومة الكردية، وسنمنع أي انتشار للبيشمركة في أي بلدة او قضاء تابع لمحافظة ديالى». اما الشيخ عبد الناصر الجبوري، فاكد في اتصال مع «الحياة» أن «العشائر العربية في ديالى ستعلن موقفها في حال نشر قوات من البيشمركة في توابع ديالى». وأكد قائد عمليات ديالى اللواء علي غيدان، ان «المحافظة تشهد استقراراً امنياً، وما يشاع عن وجود هجمات ارهابية ضد أي من مكونات ديالى عار عن الصحة».